الأحد، 13 أبريل 2025


*** على حافة أناي. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** على حافة أناي. ***

بقلم الشاعر المتألق: عمر أحمد العلوش 

*** على حافة أناي. ***

قالت:

كأنني أقف عند حافة روحي، لا بصفة عابرة، بل كغريبة تسكنني منذ زمن، تتأمل ذاتها من الخارج، باحثة عن ملامح ضاعت في الزحام. لا مدن تحتويني، ولا الطرق تعرفني، كل شيء داخلي مزدحم بالصمت، بضجيج الأسئلة التي لا جواب لها، بتلك المشاعر المبعثرة التي أحاول كل مساء أن أرتبها، ثم أستيقظ كل صباح على فوضى أشد.


كنت أظن أنني خلقت لأتحمل هذا الصمت وحدي، لأرتدي قناعاً لا يشبهني، وأقنع نفسي أن القوة في الصمود، حتى وإن كان الصمود مجرد صمت ثقيل. ثم التقيتك... فشعرت لوهلة أنني لا أحتاج إلى أكثر من أن أكون أنا، بكل ضعفي، بكل ما أخفيته من انكسارات.


لم أخفِ دموعي عنك، ولم أستحِ من ارتباكي وأنا أمامك. كنت مطمئنة، لأنك كنت تفهمني دون أن أشرح، وتسمعني حتى وأنا صامتة. كنت ملاذاً... أضع خوفي بين يديك، وأصدق أنك لن تخذلني.


لكن شيئاً ما تغير... لم تعد تنظر إليّ بالطريقة ذاتها. هل أرهبتك هشاشتي؟ أم أنك خفت أن ترى في جزءاً يشبهك؟ ربما رأيتني أكثر مما كنت تريد، فاخترت الابتعاد.


كنت أتمنى لو قلت لي شيئاً قبل أن تمضي. ربما كنت سأعيش بكلماتك، ربما كنت سأصدق أنني لست عبئاً، أنني أستحق البقاء. لكنك صمت... وتركتني أواجه الغربة وحدي من جديد.


اليوم، لا أفتقدك... لأني ببساطة، تعلمت أن أعيش بك داخلي، لا معك. لست ماضياً، ولا غائباً... أنت مجرد ظل اعتاد وحدتي، وصار جزءاً منها.


لم أعد أفتقدك... لكنني كلما مر طيفك، ابتسمت بصمت، وقلت في قلبي: كنت هنا ذات حياة... وكنتُ أحبك بصدق ،لن أفتقدك فقد سكنتني .

 ✍️ بقلمي: عمر أحمد العلوش

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق