( خنجر الغدر)
النادي الملكي للأدب والسلام
( خنجر الغدر)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
( خنجر الغدر)
------------------
طعنته كالمُدى في القلب والكبدِ
تُميتُ من غافلت بالغمّ والكمدِ
تبقى الجراح على الأيام لا تشفى
وإن شفيت يظلّ النّزف للأبدِ
مرارة الغدر - كأسُ الموت نشربهُ
والموت يقسو بمُرِّالغدر في الأسدِ
لو كان يُنصتُ للأحشاء إذ تبكي
لأسقمتنا بصرخاتٍ - من الكبَد
أو كان يُرصد في خلجانها لونٌ خلناها ليلَنا من شدّة السِّوَدِ
فالغدر موتٌ أتى الأمينَ في صمتٍ
وليس يَكبحُ صمتٌ ثورةَ الغددِ
لا دينَ للغادر الخوّان يردعُه
ولا ضميرَ له - يهتزُّ من رعَدِ
يرسمُ بسمتَه - درءًا لخدعتِهِ
يدبِّرُ الغدرَ عن وعيٍ وعن عمدِ
الغدر مطبوعَةٌ في العين بصمتُه
والرّان بالقلب من مستثقلِ الحسدِ
والغدر يجري دماءً في خلاياه
والدّمُ من فرحة الدّفقات في مددِ
من مسّه الغدرُ قد عانى مرارتَه
والغادرُ من كئوس الغدر في رغدِ
لا تشكوه - فطعم الغدر يُسكره
ولا تُكا شفه ما يغلي من الوقَدِ
ودَعهُ حتى يفيضَ الغدرُ عن كأسٍ
فيُسكبَ المهلَ في روحٍ
وفي جسد
يا غادرا - لستَ في منأى عن الغدر
فالكيد من منصفٍ يغني عن الكيدِ
-------------------------
( عبدالحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق