ولا يَزالُ لِلحَياةِ ربيع
النادي الملكي للأدب والسلام
ولا يَزالُ لِلحَياةِ ربيع
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
كتبت منذ سنة في مثل هذا اليوم قصيدة مُرَمٌَزَة أشرح فيها الضيق وشدٌَة إسوداد الآفاق والأمل بقدوم الربيع .
( ولا يَزالُ لِلحَياةِ ربيع )
تَراكَمَت للشِتاء غيومهُ السَوداء
أسرَفَت في البَقاء
وَظَنَّ كُلُّ البَشَر … أن لا زَوالَ لِلخَطَر
لا شُروق.… لا غروب … وتَنفَطِرُ القُلوب
أحلامَهُم تَذوب … مَع هُطولِ المَطَر
وَيَستَمِرُّ الشَقاء … قوافِلٌ لِلمَوتِ والفَناء
وَتَستَمِرُّ السُيول … وَيَستَمِرُّ الذُهول
وَمَوسِمُ القَتلِ يَطول
نُزوحٌ … وإقتِلاعٌ … وتَهجير
ويَستَمِرُّ المَسير … يا لَهُ مِن مَصير
إلى مَتى أيُّها الشِتاء ?
سَوفَ تَكتَفي مِنَ الدِماء
قالَت : لا تَبتَئِس … فَلِلحَياةِ فُصول
إنِّي أرى لِلظَلامِ أفول
هُناكَ في الآفاق بَعضٌ مِنَ الضِياء
خُيوطٌ مِنَ السَماء … تُرسَلُ عَبرَها الأرجاء
تُنعِشُ الأمَل … سَوفَ يأتي الرَبيع
يَنثُرُ الزُهور … يشفي الصُدور
والدَهرُ … لا بُدَّ أن يَدور
لا تَبتَئِس يا فَتى … فالرَبيعُ قَد أتى
أجَبتَها ... وهَل سَيَملَئُ الدِيار … بالوَردِ والثِمار ؟
وَتَعودُ الطُيور … تَبني أعشاشَها ؟
وَتَنمو الرَياحينُ والزُهور تُغَطِّي
القُبور ?
قالَت ...بَل وَتَنشُرُ الأريجَ والعُطور
وَيَحِلَّ في الوَطَنِ السَلام
أجَبتها ... هَل واقَعٌ ما تَقولينَ أم هو خَيالٌ وأحلام ?
قالَت .. إنظُر لِهذِا الشَجَر وقد كساهُ الثَمَر
أجَبتها ... سَتَنتَهي العِتمَةُ وجوٌُها ذاكَ المُريع
ولَم يَزَل لِلحَياةِ رَبيع
بقلمي المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق