*** أبواب ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أبواب ***
بقلم الشاعر المتألق: م. عماد حسو
*** أبواب ***
#وجود ــ وحدود #
شتاء الغربة قاسٍ سرمدي .. و أنا في غرفتي المتهالكة وجدتُني أمسح مرآة بيدي .. أمعنتُ النظر بها لكني سِوى الظلام ما رأيت..
و رحت أبحث عن ذاتي في أرجاء البيت.
صرتُ أُمَنّي النفس عَلّي أجد شيئاً مِنّي من بقايا الأمس .
خارت قواي و وهنت الهِمَّة فرجعتُ إلى غرفتي في هذه العتمة..
لِأَجد ذاتي أقف عارٍ أمام مرآتي..مشاعري تنوح و تصيح ...
و قبل أن أستل ضلعاً من صدري و أحتطب العظام .. داهمتني أُمور جِسَام .. قلبَت كل موازين الحياة و أطاحت خيمة الذات التي اشدتها على الإنسجام..
عاصفة خوف فتكت بشعور الأمان .. و راحت تحتسي على رفاته خمر الدِّنان..
و تصدعت قلعة المشاعر و حِصنها الحصين..فأمست أثراً بعد عين.
بِكلتا اليدين إنتزعت ماتبقى..و نثرتها في كبد السماء عَلَّها لا تشقى .
جلست على أطلال مقبرة المشاعر المتبلدة و في قلبي نار و الحرب مُتقِدة .. فصيل من اليأس ضد فصيل من الكآبة..و كل طرف يحاول فرض السيطرة.. فضربتُ بعضها ببعضها و تركتُ النار مستعرة.. و أنا أدندن المواويل والعتابة:
ثُمَّ ماذا .. ثُمَّ ماذا ..
ف نيرون ليس أكثر مني تطرفاً و جنون.
بهذه الأثناء.. إنهمرت سُحُب العيون بالدمع و تفجرت بيداء المشاعر بالنبع .. وعلى أرض الظنون إلتقى الجمع.. فَخمدت نار الفَناء.
بعد حين سمعتُ صوت دعاء و أنين.. إنه آتٍ من قلبي حيث إستقر مركب اليقين.
هناك رأيتُ رجلاً و امرأةً و طفلين نائمَين..
إتخذوا من قلبي ملاذا.. وأنا على ذاك الحال من الإنشاد و المقال :
ثُمَ ماذا .. ثُمَّ ماذا ..
إبتدا عمري بِكِ لافتاً أخاذا ...
وعلى الماضي كَبَّر أربعاً و استعاذا ...
همستُ في قلبي : ما إسمهما ؟!!
فأجابت الأم : ابن روحي ..
و رَد الأب : بنت روحي ..
فقُلت : الناي عانقت العلياء...
ليُوْءَدُ الحزن و النحيب ..فلِكلٍ من إسمه نصيب
ومن هُنا ابتدأت الأسماء.. و تعالى
من قلبي صوت الثناء
والدعاء
ليطرق أبواب السماء.
بــ🖋️ : م. عماد حسو
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق