الجمعة، 29 نوفمبر 2024


***  أبي  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  أبي  ***

بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي 

إلى أرواح الذين رحلوا وما رحلوا ٠٠٠٠

ولكن ٠٠٠

تركونا في خيامٍ بلا أوتاد !!!

(أبي ٠٠٠)

أبي إليكَ حروفي مِلؤها الوَجَلُ

تَحبو وفي جَنَباتِ الروحِ تَنتَقلُ

على مُحَيّاكَ صَالَ الدَّهرُ صَولَتَهُ

فخطَّ فيها جِراحاً ما لها مَثَلُ

تَحكي لِكلِّ قَويِّ الهامِ قِصّتَها

وكيفَ أفْنَت شَباباً مَرّ يَشتعِلُ

حتى أضاع سواد الشعر رونقه

وافصح الفجر عما يكتم الاجل

لَكَمْ لَبِستَ رداءَ البُؤسِ مُكتَنِزا

كلَّ الأسى وعلى أثوابنا الحُللُ

تُسابِقُ العمرَ زرعاً لا حصادَ له

غيرُ الذي قد ترى منّا وتأتَمِلُ

وللاماني نبوءات مؤجلة 

ونحن عنك بما نلقاه ننشغل

قد ابصَرَتْ فيكَ عيني كلَّ مخمصَةٍ

وغَضَّت الطَّرفَ عمَّا تُنكرُ المُقَلُ

وخادعتني وما زال الزمان له 

من الجراح على ذا الوجه تحتفل

قرأتُ فيكَ دموعاً لستُ أبصِرُها 

فَكَفْكَفَتها أمانيٌّ ومُنشَغَلُ

حَمَلتَ عَنا هُمومَ النفسِ قاطبةً

فأثْقَلَتكَ ولم تُعْجِزْك يا بَطلُ

ورُحتَ توصي بطِيبِ العيشِ مبتَسماً

وفي فؤادِكَ يَخفى الرَّوعُ والعِللُ

حتى رحلتَ وراحَ الدارُ يُنكرُني 

ويُنكرُ الأهلَ ما حلّوا وما رحلوا

أبي اليك حروفي علَّها تصلُ

كيف اللقاءُ وهل بُعداً سأحتَمِلُ

وكيفَ يبدو الثّرى تُخفي ظَواهِرُهُ

ما ضمَّ باطنهُ والعمرُ منسَدلُ

أنّى يساوي مغيبُ الشمسِ مشرِقَها

لَكَم رَجوتُ ولا يأتينيَ الأجلُ

ساءلتُ عنكَ دموعي لا جوابَ لها 

هل خاصَمَتْني ؟ألا تَشكو وتَنفَعِلُ؟

ساءلتُ عنكَ ظُنوني لا يقينَ لها 

فأعْجَزَت فيَّ قلباً خانَهُ الأملُ

أبي إليك حروفي ملؤها الوَجلُ 

فهل ستشفعُ لي يوماً وتكتحِلُ؟

----------

بقلم : ٠جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق