الخميس، 28 نوفمبر 2024


( الهوى جمرُ )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( الهوى جمرُ )

بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي 

( الهوى جمرُ )

جودي بدمعِكِ يا عينُ الهوى جمرُ

ولْتَغسِلي جرحَ قلبٍ مسَّهُ الضُّرُّ

كم أطرَقَ النَّبضُ إشفاقاً على وَجَعي

وراحَ يَجتَرُّ صمتاً فالصدى مُرُّ

زلَّت به الآهُ ،في جبٍّ ترافقُهُ

حتى حسبتُ بأنَّ المنتهى صِفرُ

لن أحسِبَ اليومَ من عُمري ولا لغدٍ

شيءٌ من الحظِّ ما أبلى بيَ الهجرُ 

وما لِما مرَّ مِنْ ماضٍ سوى حلمٍ

مسخٍ فيا ليتَ لي من دونه أمرُ

جيشُ الكوابيسِ جرارٌ فيا عجبي

ما أوصدَ الجفنَ دونَ السهدِ مغترُّ

مجمّرُ الرّوحِ أشواقٌ تحاصِرُني

كالنارِ تأكلُ يا بؤساً بمن تعرو

ضاقَت عليّ دهاليزُ الأسى وبها

من المواجعِ وشمٌ أمرُهُ سِّرُّ

يا خلُّ رفقاً بما ألقى فبي أمَلٌ

ضيّعتُهُ بقوافٍ مَدُّها جَزرُ 

لا كانَ منها شراعٌ فكَّ أحجيةً

ولا استقرَّت على الشطآنِ تَبْتَرُّ

بأيِّها كنتُ أبغي رَسمَ أُمنيتي

أبلى النُّقوشَ على أكمامِها قَفرُ

كم أشرَعَتْ تَمتَطي بحراً مُسافِرةً

فخانَها اللونُ والفرشاةُ والصَّبرُ

رفقاً بقرطاسِ قلبي متخماً وجعاً

تنازعَ الحرفَ منهُ الخفضُ والجرُّ

وطيفُكَ النورُ يبقى في مُخَيِّلتي

تعويذةً عندَها كم يَسجدُ السِّحرُ

---------------

بقلم : جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق