*** نخافُ اللّيلَ. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** نخافُ اللّيلَ. ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
*** نخافُ اللّيلَ. ***
دَعوا الدّهْماءَ تفعلُ ما تريدُ
فصوْتُ الحقِّ أسْـكتَهُ الوَعيدُ
نُساندُ طُغمةَ الجُهلاءِ فينا
ونرْفضُ أنْ يُغـــــيّرَنا الجديدُ
نــــهارٌ ثمّ ليلٌ وانصرافٌ
وعندَ النّاسِ يُعْــــتَمَدُ الرّصيدُ
نُعِدّ منَ الوسائلِ كلّ صِنْفٍ
ونجْــــهلُ أنّ نكْسَــــتَنا تزيدُ
فمـا الأيّامُ إلاّ طيْفُ عَيْشٍ
وما الإنســـــــــانُ إلاّ ما يريدُ
تلاحِقُنا المَتاعِبُ والكُروبُ
وتصْرعُنا الكَمائنُ والخُـــطوبُ
ونعْتقِدُ اعْتقاداً فيهِ لُبْسٌ
تُجسّدُهُ النّواقِصُ والعُـــــيوبُ
ترانا في الشّعوبِ بلا ضَميرٍ
ولا حِسٍّ تُـحَرّكهُ الـــقُـــلوبُ
سَماسرةُ البلادِ بغَوْا كثيراً
فهاجَمَنا بِظُـــلمَتهِ الـــــغُروبُ
وأصْبحتِ الشّبيبةُ في بلادي
بِعَرْضِ البحْرِ أغْرقَــها الهُــروبُ
دعوا النّزَواتِ تفعلُ ما تـشاءُ
فداءُ الحَيْفِ هَبّ بهِ البـــغاءُ
أتانا الــــعصْرُ مُخْتلفاً علينا
وفي أوْساطنا انْتحَرَ الـــحَياءُ
نُنافقُ بعْــــضنا في كلّ أمْرٍ
كأنّ الفِـــــكْرَ عَطَّــــــلهُ الوباءُ
وننْتـــهِزُ الظروفَ إذا انْفرَدْنا
فنفْعلُ في التّصـرُّفِ ما نـــشاءُ
إذا الإنسانُ قَهْقرَهُ التّدنّي
ترَسّخَ في ثقافَتِــــهِ الغَــــــباءُ
تعلّمَ جُلّنا فَنّ الفــــــجورِ
فَعِشْنا كالقوارضِ في الجـحورِ
نخافُ اللّيلَ في وطني نهاراً
ونخشى أنْ نقادَ إلى القـــــبورِ
كأنّا في السّلاسلِ قدْ أسِرْنا
بقَيدِ الجهْلِ في كلّ العُــــــصورِ
وفي نشر الفسادِ قدِ اتّسَعْنا
فساءَ الحالُ منْ وجَعِ البُــــخورِ
وظلّ الدّهرُ مُنقلباً علينا
سواءٌ في الغـــيابِ أو الحـــضورِِ
سأنْفخُ في الرّمادِ وذا مُرادي
لبعْثِ الجَمْرِ منْ تحْــتِ الرّمادِ
ولنْ أدَعَ الجهالةَ في بلادي
تُتاجِرُ في المــصالحِ والــعبادِ
ندمْتُ على السّكوتِ بشأنِ نهْبٍ
تناسلَ كالأرانبِ في بــلادي
تجسّدُهُ انتـخاباتُ الأهالي
بِزورٍ في الحواضرِ والـــبوادي
وهذا أسوأ الأفــــــعالِ شرّاً
لأنّهُ يستجيبُ إلى الفــــسادِ
ورثْنا من مَتاهاتِ الأهالي
سََخافاتٍ تجـــــــــرُّ إلى الضّلالِ
كأنّ عُقولهمْ رقَدتْ فأضحَتْ
جماداً في النـساءِ وفي الرّجالِ
ومنْ لمْ يكتسبْ عِلْماً مُفيداً
تدحْرجَ نحْو شَـــيْْطنةِ الخصالِ
كأمّتنا التي ظَـــــلّتْ قُروناً
تُقبّلُ في الرّؤوسِ وفي النّـــعالِ
أتَتْهُمْ بالمصائبِ بنتُ جــهلٍ
فجرّدَتِ العقولَ منَ المعالي
بقلم : محمد الدبلي الفاطمي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق