( جبلٌ على صدر )
النادي الملكي للأدب والسلام
( جبلٌ على صدر )
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
( جبلٌ على صدر )
-----------------------
جبلٌ من الهمِّ استناخ بأضلعي
والهمّ إن وزنَ الجبالَ ثقيلُ
و الصدر في جولاته لم يدٍخر
جهدا لنبش الصخر ربّ يميلُ
أو رفعَ أصوات الزفير إلى الفضا
فعسى بفرقعة الهواء تصولُ
مع أنه - نذر الضلوع مخالبا
والنبش في جوف الصخور هديلُ
ولنا بأعداد الضلوع كمثلها
لم يبق من بعد النباش قليلُ
***********
صدري - على سعة- يضيق بأضلعي
رغم اندماج في النّواة أصيلُ
قد طوّع الجبل الثقيل مسارها
دوّت لها مزمارة وطبولُ
تاهت على الأبواب عند صدورها
فكأنما باب الخروج دخول
والشمس تملأ كلَّ صبح - دونها
قد تاه منها في الضباب سبيلُ
إن مرّ صيف - يكتويها بناره
والصيف في بحر النهار طويلُ
اوحلّ برد - فالصقيع يلفّها
والبرد في ليل الشتاء وبيلُ
كلّ الضلوع تقوست في صدرها
ومع التقوّس لا يعزُّ ذليلُ
من يرأب الصدع السفيه بصبحه
يمسي - وما بين الضلوع مسيلُ
***********
جبل على صدري يلوم زفيره
إن شذّ عن عرف المزافر جيلُ
يا ويل بحري من جبال شاطأت
والماء - بين الضفتين - يسيلُ
لا شقّ بين الصخر يحدث صدفة
أو يعتريه - كما اعترانا - مَقيلُ
حسبي من الأيام آصال مضت
ومغارب - إن لم نفق - ستطولُ
لكن صدرا يستعيد شهيقه
أهلٌ - لأن يخضرّ فيه نخيلُ
جبل الهوان على الصدور وإنما
بالعروة الوثقى - يضاء سبيلُ
----------------------------------------------
بقلم : ( عبدالحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق