في رسمتي قصتي
قصة قصيرة .كتب ..يوسف أبو النجا
المشهد:
غابة مظلمة تتخللها أشعة شاحبة من ضوء النهار. تتقدم أمل وهي ممسكة بيد ابنتها ليلى، تضيء مشعلاً متواضعاً بينما تتلمس الطريق وسط العتمة. يطاردها زوجها حسام بين الأشجار، يحاول إيقافها وإعادتها إلى البيت، غير أن بعض الظلال السوداء من حولهم تعيق تقدمه، وتقف أمامه متربصة.
حسام (ينادي بصوت يملؤه الحزن): أمل! أرجوك، فكري في ليلى. فكري في مستقبلنا كعائلة، لا تتركيها تعيش مشتتة بيننا.
أمل (تلتفت إليه بعينين يائستين): حسام، لا تستطيع فهمي! الحياة أصبحت خانقة... لن أعيش بين قيود لا تحتمل.
حسام (يقترب أكثر): أمل، لا تتركي هذه الظلال تغرر بك... الحياة ليست بهذه القسوة، ويمكننا أن نصنع السعادة معًا، لنا ولابنتنا.
في هذه الأثناء، تقف ليلى بين والديها، تتلفت بقلق، تمسك بالمشعل كأنها تبحث عن النور في الظلام المحيط. تلمح الشيطان المتجسد خلف أمها، حاجباً عنها رؤية ما يخبئه لها المستقبل.
ليلى (بصوت خافت): أمي... لا أريد أن أعيش بعيدًا عن أبي. دعينا نحاول من جديد، أليس هذا ما علمتني إياه؟ أن نحاول ونتمسك بأملنا مهما كان الظلام حولنا.
أمل (تتردد، تبدأ الدموع تنهمر من عينيها): يا ليلى... كنتِ أنتِ النور الذي أحتاجه. لم أكن أعلم أني أظلمك بهذه الطريق...
الظل الأسود (بصوت خافت، يكاد يكون مسموعاً): لا تدعيهم يخدعوكِ، اختاري طريقكِ وحدكِ، وابتعدي عن قيود الحياة القديمة...
لكن صوت حسام وليلى* يعلو على وساوس الظلام، فتفك أمل يدها من المشعل، وتعود إلى أسرتها، تاركة الظلال تتبدد في ضوء النهار الذي يعم المكان ببطء.*
العمل الفني بريشة ..يوسف أبو النجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق