الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024


*** ذات مساء  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ذات مساء ***

بقلم الشاعر المتألق : جرجس لفلوف 

*** ذات مساء  ***

اخبرني المساء ذات شتاء .سأموت وحيدا في تلك الصحراء

سألني الشتاء ذات مساء .كم نجمة زرعت في كبد السماء?كم زهرة سقيتها دموعا حمراء ?كم رداء نسجت من خيوط الضياء ?كم حجرا رفعت ليعلو البناء?

أجاب المساء ذات شتاء.ابتلع الليل النجم .ومات الزهر في الحقل .ومزقت الريح الرداء .وهدمت العاصفة البناء .فهل ذهب العمر هباء ?

اخبرني المساء ان قلبي مات ذات خريف بعد أن حلمت بقصر منيف مع أول قطرة مطر بعد أن أكل الصيف الربيع وهيكلي  ذوى وراسي لوى وأصبحت كل خطوة مغامرة وانا لا أحب المقامرة

اخبرني الشتاء .سأرحل ويبكيني هو دموعا بيضاء ويقولون بعد الرحيل: كان هنا صورته كلماته هنا .جالسناه سامرناه صادقناه رحل عنا ولم نكن هنا.رحمه الله كان طيبا .ثمن الطيبة غاليا هذا قانون البشرية هكذا يموت الطيبون 

اخبرني المساء ذات صيف كي اعيش الشتاء يجب أن اخزن من حرارة الصيف دفئا.لكنني كطفل بريء بعثرت الدفء بعثرت حنطتي وزيتوني.احلامي وكهفي الذي حفرته بيدي وها أنا ارحل وحيدا تاركا جنة نبتت فيها بزوري وبرعمت وازهرت واثمرت ونضجت ثمارها والشتاء يهددني بالرحيل 

أخبرت المساء ذات شتاء.ساموت وحيدا كما ولدت وحيدا وهذه سنة الحياة .عندما كانت ضلوعي جسرا عبروه عند الصبح خفافا وعند الظهيرة أفواجا وعند المغيب رحل باني الجسر إلى غربة طويلة 

اخبرني المساء قبل الرحيل .يكفيك من تركتهم منحوك من حبهم خمرا وزادا وتركتهم مشاعل نور يضيئؤن بيادر عمرك لتبقى  حيا في قلوبهم.  طوبى لمن كان حصاد حقولهم غلة حب وعلم وحياة فهم الخالدون .طوبى لمن يترك وهو راحل ما يذكره به الآخرون

.فهل أديت الأمانة ? 

جرجس لفلوف سورية

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق