الجمعة، 2 فبراير 2024


***أبلغ لطيفة***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  أبلغ لطيفة. ***

بقلم الشاعر المتألق: خالد فريطاس 

***  أبلغ لطيفة. ***

أبلغ لطيفة أنها قد أتلفت

ذاك الفؤاد ولم يعد يتحمل


ما كنت أحسب أن عشقي قاتلي

ومقبري تحت الحرير المخملي


يا ليتتي ما أبصرت عيني بها

حتى هوى عرش الفؤاد مزلزل


وكأنما جلمود صخر داسه

وعل على عجل فراح مهلهل


أبلغ لطيفة أنها أغوت وما

أحلى الغواية من رشا متجول


ألقت بسهم الحسن حتى أثخنت

في القتل مثل الفارس المتسربل


 فوجدت بعض حشاشتي متشرد

والبعض مات وقد أصيب بمقتل


فمضيت بين النائحات معددا

أنعي فؤادا كان قبل الآن لي


أبلغ لطيفة أن ما فعلته ما

فعلته ليلى في الزمان الأول 


وما علمت بأن قيسا مثلنا

هاجت عليه نوائب كي تبتلي


 قصفت عيون لطيفة فتفحمت

تلك المدائن في الفؤاد الأعزل


وتفقد الشريان سيل دمائه

فقال مالي لا أراني ممتلي


قحط أتى بسجيتي أم عارض

لا ممطر فيه العذاب الأهول


فلأبعثن إلى الفؤاد كتابنا

ما الخطب يا ذاك الفؤاد تفضل


سكت الفؤاد عن الكلام هنيهة

وقال إني عاشق متغزل


فلا تسلني عن أمور إن بدت

سؤتم كما ساء الفتى في المندل


أبلغ لطيفة أنها أصل الهوى

ودون ذلك نسخة تتطفل


وأنها أم الغرام وأخته

وولية العهد الجديد المقبل


وأنها كل الجمال إذا استوى

سجدت لها كل النسا تتبتل


ورثت على الحواء كامل حسنها

تركت نساء العالمين تولول


يا عاذلي بهوى لطيفة إسقني

كأس الملامة ثم دعني أثملي


ولا تسلني كم لبثت بعشقها

فلربما ليل طويل منجلي


ألطيفة هل تذكرين قصائدي

وإذا نسيت تذكري وتبسملي


ما كانت الأعراب تحكي شعرنا

لأننا المستأخرين الأمثل


أبلغ لطيفة أن حسن زليخة

في بعضها أبصرته يتأمل


حتى إذا قالت له ما خطبكم

قال استحيت فأذني كي أرحل


أيا لطيفة قد مضى ما قد ماضى

وأنا على عهدي ولن أتبدل


وليس لي قصد بوصلك فاعلمي

أن الوصال دوا المحب القاتل


وكل أمنية إذا قطف الفتى

قنوانها صارت كطعم الحنظل


والشوق أجمل من لقاء حبيبة

إذا انتهيت ندمت ماذا تفعل


عشرون عاما والهوى متأجج

فالشوق يشعل والحشاشة تصطلي


لا ذابل ورد الهوى في مهجتي

فالروح تسقي والصبابة تثمل


مذ أن لمحت لطيفة ما أبصرت

عيناي بنت من لطيفة أجمل


وكأنها مثل الرشاء تجملت

بمبيت بدر حالف لن يرحل


غارت نجوم الكون من أزيائها

وفي المدينة نسوة تتململ


وقد عضضن أناملا من حسرة

وكأنهن الظالمات العذل


أبلغ لطيفة إن أتاها قصيدنا

أن تحضن الأبيات حتى تشعل


راض بما كتب الأله فلا أنا

ولا لطيفة كائنين لنجهل


بقلم : الدكتور خالد فريطاس 

الجزائر

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق