الثلاثاء، 1 أغسطس 2023


أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

النادي الملكي للأدب والسلام 

أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

 أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

لما الأنثى يُقاومُــــــها الذّكورُ***ونحنُ على الرّحى دوماً ندورُ

أليستْ نِصْفنا جَسداً وروحاً؟***لـــــــــــماذا يستبدّ بنا الغرور؟

نُعنّفها ونطْــــمعُ في هَواها***وسوءُ الفعلِ يعقُـــــــــــبُهُ النّفورُ

فلا التّأنيثُ ضُعفٌ في النّساء***ولا الذّكرانُ كلّهمُ الصّـــــــقورُ

فكنْْ دوْماً مع الأنثى لطيفاً***فإنّ اللّطــــــــــفََ يتْبعُهُ السّــرورُ

////

نُحبُّ البربريّةَ في الرّجال***ونفْخرُ بالــــــتّعالي في الخصـالِ

ونعْتقدُ اعتقاداً ظلّ وهماً***بأنّ العُنفَ مَفْـــــــــــــخرةُ الرجالِ

وهذا في الحقيقة سوءُ فهْمٍ***ترسّخَ في العقـولِ لدى البغالِ

تأمّلْ حالنا سترى شُــــعوباً***من الغَوْغاءِ تعْبـــــــثُ بالخـلالِ

تربّتْ في بيوتِ الظّلم ليلاً***على قيمٍ حوتْ ســــــوءَ الفـعالِ

////

لمَا الأنثى تهانُ بلا سببْ***لماذا يســــــــــتخفُّ بها العـــربْ

يُسيئُ إلى كرامتِها رجالٌ***تربّوا كالوُحـــــوشِِ على الغـضبْ

ويُحْرمُها الأقاربُ حقّ إرثٍ***لأنّ الجهلَ كانَ هُو السّــــــــببْ

وتُمنعُ من تعلّمِها وتبْقى***أســـــــــــــــيرةَ بيتها ترْجو الهَـربْ

وليستْ في الحقوقِ كما اللّواتي***بمُجتمع التّحَـــضّرِ والأدبْ

////

أرى الأنثى بلا سبب تُهانُ***ويؤْذيها الـــتّحـــرّشُ واللّسانُ

تعاملُ في البيوتِ بلا احْترامٍ***كخادمةٍ يُلاحقُـــــــها الــهوانُ

وتُضرَبُ إن أبتْ أنْ تستجيبَ***وتتّهمُ انتقــــــــــاماً أو تهـانُ

وإن هرمتْ كأمٍّ أهْــــملوها***وشرّدها بقَـــــــــسْوتهِ الزّمــــانُ

وما الأنثى سوى أمٍّ وزوجٍ***وأختٍ في شريعَتِنا تُـــــــــــصانُ

////

أحبّ بُـــــنيّتي حُبّا جميلا***وأسعَدُ حين تمْنحُـــني الجــميلا

أحِسّ بأنّها سكنتْ فُؤادي***بِحبّ في القــــلوب غدا جلــــيلا

حياةُ بنيّتي أحيتْ حياتي***فكانتْ زهرةً فاحتْ عـــــــــــليلا

تزوّجَتِ القرنفلةُ اختيارا***وكان زواجــــــــــــــها فعلاً أصيلا

وشرّفتِ الأقاربَ والأهالي***لأنّ وفاءَها ابْتكرَ السّــــــــــــبيلا

////

سألتُ اللهَ ربَّ العالمــــينا***مُعاقبـــــةَ الذُّكورِ الظّالمـــينـــــا

يسومونَ النّساءَ أذىً وخسْفاً***وشرُّ النّاسِ منْ أضْحـــى لعينا

ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتُلينا***بداءِ المُـــــــــــشركينَ المارقـينا

فصــــــرْنا أمّةً من دونِ دينٍ***لأنّ الدّين يَنهى المُســــــــلميـنا

ركبنا كلّ فعلٍ مُسْتــــــطيرٍ***وشَيْطَننا التّـــخلّفُ أجْمعـــــينا

////

دعوني أسألُ العقلاءَ عِلما***ومنْ حازوا الهُدى وعْيا وفهــمـــا

لماذا حوْل أنفُسِـــــنا ندورُ***وهل نَكَسَ الهوى قومي فأعْمى

أليسَ الفاسدونَ هم الذّكورُ***ولوْ نطقَ الزّمانُ لـــصار حُكمــا

نُغالطُ في الحقائقِ دونَ فِقْهٍ***ونُدلي بالذي قدْ ظلّ وهْــمـــا

ونتّهم الأنوثةَ بالتّــــدنّي***ونحنُ السّاقــــــطونَ هُدىً وعِلمــا

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق