( وفَاءُ اللَّحنِ )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( وفَاءُ اللَّحنِ )

بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح 

( وفَاءُ اللَّحنِ )

 تَرمُقِينِي بِريشتكِ البنيَّة 

 تَعزفِينِي بِألحَانكِ الشَّرقيَّة 

  تُدَفدِفِينَ بِأنغَامكِ الشٌَجيَّة 

  ‏على أوتَارِ الأُورجِ والبِيَانُو

 فتعرِفِينِي حِينَ تدَافَعت يَدَانا 

 تَلقَانَا بأصَابعٍ عَاجيَّةٍ غَجريَّة

   بِأنَامِلٍ حَجَرِيَّةٍ سُومَاريَّة

  بِسِيمفُونيَّةٍ سِحريَّةٍ عِطرِيَّة

 مَا أحلَاهَا همسَاتِكِ اللوذَعيَّة !!

وأنَا المَكفُوفُ فِي الدُّنيَا

 المَكتُوبُ لَديهِ أن يرحَل

 يُوصِلُنِي إحسَاسِي لِقلبكِ الدَّافئ

 فأعَانقُهُ وتُعَانِقُنِي يَدَاكِ سوَيَّا

 كَمَا المَاءُ والطِّينُ والشَّاطِئ

 ‏أنَاملُكِ تُرعِشُنِي بُرهَةً ورِدحًا ومَلِيَّا

 فَتُسخِنُنِي الجِرَاحُ 

 ‏نَعزِفُ كَمَا نَشَاءُ فنَرتَاحُ طَوِيلًا

  مِن أعبَاءِ وطئةِ الحيَاةِ البُوهيميَّة

ونَسكُتُ طَوِيَّا

 الآنَ ‏مَا عُدتُ بِالسُّكُونِ حَيَّا 

 مَا رُحتُ أسمَعُ بِالجُنُونِ شَيَّا

  إلا ذَاتَكِ النَّجيَّةَ النَّقِيَّة

  ‏صَوتُ حَشرَجَةِ الكَلَامِ 

   مَا زَالَ يُؤثِّرُ فيَّ

 يَقرَعُهُ الصَّمتُ والمَلَامُ

 ويَدُلُّه عَليَّ

 ‏لَم يَكُن فِي مَرمَاكِ هُناك 

 ومَرمَايَ هُنَا

 إلَّا لَحنٌ مَرمَرِيٌّ  أبَدِيٌّ 

 وسُؤَالٌ يُهَروِلُ للنَّبِي

لَم يَبقَ سِوَى 

خَفَقَاتِ أنغَامٍ بُركَانٍ يَضطَرِب

 لَمَحَاتِ سَكَرَاتِ زِلزَالٍ يضطَرِم

لِمَ كُلُّ هَذَا اللَّحنُ والطَّيفُ سَمَاوِي؟

 يدنُو طَرِبًا يَعلُو ألَقًا يَشدُو كِسِفّا

‏حيثّ نِيرَانُهُ تتَرَعرَعُ فِي نَبَضَاتِي

  تَتَزَعزَعُ فِي يَقَظَاتِ رُفَاتِي

 فتهرَعُ مِن جَدِيدٍ إليكِ 

نَبَرَاتُ أسرارِ دَهَالِيزُ بُنيَانِ أعضَائِي

كَحُلمِ المُوسِيقَا الزَّاحِفِ نَحوَكِ.

‏...................................

بقلم : معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

توثيق: وفاء بدارنة