لهيبٌ بلا مشاعر
النادي الملكي للأدب والسلام
لهيبٌ بلا مشاعر
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
لهيبٌ بلا مشاعر
قتلَ اللهيبُ من الربيعِ نسيما
لم يُبقِ منطقةً ولا إقليما
هدمَ الحياةَ وأُيِّنت ذراتُهُ
جعلَ الطبيعةَ في يديهِ رميما
أمست على جسدِ الطبيعةِ عاهةٌ
والوجهُ أمسى من يديهِ دميما
وهناكَ إزميلُ التّطورِ ضاربٌ
أرضًا وشقَّ من الحياةِ أديما
أمسى التّطورُ أوبةً ونكايةً
لمّا سقى زمني الشرابَ الهيما
ولقد أحاطَ بأرضِنا فأضرَّها
وأحالَ أيامَ الفصولِ جحيما
مرضَ الشتاءُ فلا حياةَ بفصلِهِ
فصلٌ بدا مما أضرَّ سقيما
وتجهّمت حتى الزهورُ بفصلِهِ
زهرٌ بدا لمّا أصيبَ جهوما
غامت جميعُ فصولِهِ بفصالِهِ
قد بعثرَ الفصلُ السقيمُ غيوما
أخذَ التّطوّرُ كلَّ شيءٍ رائعًا
النّاسُ تأكلُ من يديهِ سموما
ولقد تصحّرَ لا يعقّبُ خضرةً
قتلَ النخيلَ وقد أبادَ كروما
جلسَ الربيعُ بلا زهورٍ صبحُهُ
إذ كان من شجو الضحى مصدوما
هذا اللهيبُ بلا مشاعرَ قيضُهُ
وحشٌ فخلّى المورقاتِ هشيما
خرج ابنُ آدمَ عن عطايا ربِّهِ
ليكونَ ميسورًا فصارَ رجيما
خلطَ المعاصي بالمعاصي واكتفى
بالموبقاتِ فما رعى تحريما
يبقى ولودًا للذنوبِ وقيحِها
ذنبًا تفاقمَ ثمَّ صارَ عظيما
لم يكترث للخيرِ حتى أصبحت
أعمالُهُ هذرًا فكانَ عقيما
واستبصرت عينُ المنيبِ لربِّها
من ذا يصاحبُ خالقًا وحكيما
فترى الجنانَ بخلقِهِ فكأنّما
جناتُ عدنٍ سُنِّمت تسنيما
وبها تذوبُ من العجائبِ ترتوي
ملأَ الوجودَ بما أجادَ علوما
صوتُ الإلهِ بصنعِهِ وصنيعِهِ
فاللهُ كلّمَ خلقَهُ تكليما
لا تصطفق بابَ الوجودِ بغفلةٍ
ستنالُ من سهوِ الفؤادِ حميما
لا شيءَ كنتَ فقد أتيتَ بأمرِه
لولاهُ كنتَ ولم تزل معدوما
وهنا يكرِّمُكَ الإلهُ بفضلِهِ
لو شاءَ كنتَ بأمرِهِ علجوما
أعطاكَ ما عجزَ الخلائقُ شكرَهُ
أصبحت خلقًا كاملًا ووسيما
للهِ وقّر في جميعِ صفاتِهِ
فاجعل لمن خلقَ الورى التعظيما
فهو الذي يشفي ويصلحُ أرضَنا
ويعيدُ فوقَ المعصراتِ نسيما
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة