( هل نوَدٌِعُ الخَريف ) ؟
النادي الملكي للأدب والسلام
( هل نوَدٌِعُ الخَريف ) ؟
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( هل نوَدٌِعُ الخَريف ) ؟
والمِقعَدُ أصبَحَ موحِشاً بارِدا
أينَ التي تَمَثٌَلَت في خاطِري جَسَدا ؟
هَل غادَرَت تِلكَ الدِيار ... ضَجَراً منَ الخَريف ؟ أو رُبٌَما إحساسَها تَبَلٌَدَ ؟
كُلٌُ الطُيورِ غادَرَت أغصانَها ... لَم يَبقَ في غُصنِهِ بالرَوضِ مَن غَرٌَدَ
تَساقَطَت أوراقُ أشجارِنا ... بَعضَها لِبَعضِها مُقلٌِدا
صَفارَها ... تَشوبُهُ حُمرَةُُ ... يا وَيحَها تَساقَطَت بَدَدا
وبَعضَها لَم يَزَل في غُصنِهِ منَ الخَضارِ جُرٌِدَ
من نَسمةٍ يوشِكُ أن يَطيرَ بُرهَةً قُبَيلَ أن يَهمَدَ
هَل أحزَنَ روحَكِ الخَريف ... أم عَلٌَها تَستَنكِرُ المَشهَدَ ؟
أم أنٌَها خَشِيَت ذاكَ الشِتاء ؟ في أُفقِهِ مُزَمجِراً مُعَربِدا
وفَجأةً يَظهَرُ طَيفُها ... من خِلالِ الظِلال ... تَرَنٌَمَ مُنشِدا
هَيٌَا إلى كوخِنا ... نُشعِلُ المَوقِدَ
في داخِلِ كوخِنا هَمَسَت ... مالي أراكَ خائِفاً ؟ والسَيفُ في جَنبِكَ مُغمَدا ؟
إنٌَني الغادَةُ ... لَحمي دَمي ... والروحُ ... يا وَيحَهُ طَبعَكَ لَم يَزَل حائِراً خَجِلاََ ... كَم تَعشَقُ التَرَدٌُدَ
نَظَرَت نَحوِيَ بُرهَةً وأسبَلَت جَفنَها تَوَدٌُدا
تَنَهٌَدَت كَسالِفِ عَهدِها ... كَم شاقَني مُجَدٌَداََ أن تَنهُدَ
تَلامَسَ الطَيفان ... روحاً ... فَسُبحانَ مَن لِلروحِ قَد خَلٌَدَ
هَمَستُ في أُذنِها ... أنتِ حَقٌَاً حَبيبَتي ؟ ... ولَستِ طيفاً أمرَدا ؟
تَضاحَكَت كأنٌَها مَهرَةُُ تَصهَلُ عَبرَ كُلٌِ المَدا
يُرَدٌِدُ صَوتَ الصَهيل ... ذاكَ الصَدى
قُلتُ في خاطِري .. أضُمٌُها فَعِطرُها نَفسُهُ
والرِضابُ لم يَزَل طَعمهُ على الشِفاهِ شاهِدا
وصَوتُها وشوَشاتُ بُلبُلٍ ... يُرَتٌِلُ لِلحَبيبِ مُنشِدا
وتَشهَدُ النارُ مُضرَمَةُُ في المَوقِدِ ... مَن تُراهُ يا تُرى قَد سَعٌَرَ المَوقِدَ ؟ !!!
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق