الأحد، 26 نوفمبر 2023


*** ذاك السـماد. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ذاك السـماد. ***

بقلم الشاعر المتألق: سعيد الشابي 

*** ذاك السـماد. ***

في موطني ، عــلى وطني

يتـوجّع التراب ، يعطـش

يها جر الى موقع بعــيد...

ينطق الصخـر ، ينفعــل

ينفطــر ، يتشـــظّى ...

تحت ا لأرض يــــدفن

كأي من الأموات الـــذين

سبقـونا ، واختلطوا باللازب

وفي الصباح ، تطلع الشمس

تلعـن البحـر لعــناده...

وأن ، مـــاءه لا يتبخّر

وان تصعّد ، لا يعتصــر

في علــيائه ، يتــلاشى

يعــكر صــفو الفضاء

ثم تمرّ شمـس النــهار

على الأشــــجار

تشعلـها ، تحـــرقها...

رمــادا ، تتــــركها

للـريح، تحملـــــها

الى العقول الكبيرة

سـمادا لســــواعدها

بعيدا ، بعيدا عن الوطن

ويــأتي الربيع ، ونستيقظ

كسالى ، عطاشى ، سكارى

نستورد ، ما أنتج رمادنا

ذاك السماد المهـمل 

والذي رمى به أهـــله

نعيده ، لحما مجمدا...

قـوالب محنطة بـــها 

نتغذى ، ثم نقول في راحة

ربي ، أنعمــت فزد.....

أو نستجلب بعضا ...

من حـجارة مصــقولة

وألـواحا من حـــديد 

عليها نكتب بالخط العريض

هـــذا من فـضل ربي

ثم نشــرب ماء الشعير 

أو ، ماء العنب ، والتـين

لأن الماء شحيح في وطـني

ثم نرقد ، في انتظار الربيع

بعــد لأي ، قد يعــود

والأرض تدور ، والزمن يتبعها

ولا ندري ، متى ؟؟؟؟؟

يتــوقّف الزمن ، ونلتقي

بالأموات الذين مروا قبلنا

الى عالم آخر ، لا ندركه

فقط نتخيله ، نتصوره

عنــد الاحتـــــضار

بقلم : سعيد الشابي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق