( حاجز الكذب)
النادي الملكي للأدب والسلام
( حاجز الكذب)
بقلم الشاعر المتألق: سامر الشيخ طه
( حاجز الكذب)
بيني وبينكِ في الحياة حواجزٌ
وعوائقٌ وهواجسٌ وظنونُ
ومسافةٌ تزداد بُعداً كلما
مرَّ الزمانُ وفي الزمانِ شجونُ
حتى غدوتِ عن الفؤاد غريبةً
وهو الذي عاش الودادَ يصونُ
حيَّرته في أمره وجعلتِه
من حيرةٍ قد يعتريه جنونُ
لم أدرِ كيف القلب ينسى ودَّه
ويُدير ظهراً للهوى ويخونُ
وأنا الذي أفنيت عمري في الهوى
وأعلِّم الأحبابَ كيف يكونُ
وبنيتُ حِصناً حوله وأحطتُه
بالصدق لكن لم تُفده حصونُ
لكأنَّ هذا الصدقَ أمسى تُهمةً
فالحقُّ في زمن الأنا مغبونُ
والحقُّ كان على الدوام مقدَّماً
والحقُّ سيفٌ مسْلَطٌ مسنونُ
من حاد عنه غوى وضلَّ طريقه
فكأنه في ظلمةٍ مسجونُ
*************
لا تكذبي ماعاد ينفع عاشقاً
كذِبٌ وقد غلبت عليه ظنونُ
عرشُ الهوى بالشكِّ يهوي ساقطاً
هو بالتلاشي والردى مقرونُ
والشكُّ يودي بالسعادةِ والهنا
هو بالتعاسةِ والأسى معجونُ
من عاش يكذبُ لن ينالَ من التقى
هو في الضلالةِ والهوى مفتونُ
سيظلُّ يكذبُ فالغِواية داؤه
ولديهِ في هذا المجال فنونُ
من حاد عن سُبُلِ الهداية لن يرى
نوراً وفي ظلمائه مدفونُ
والصدق يرقى بالفتى وحياتِه
في ظلِّه عَيشُ الفتى مأمونُ
والصدق ميزان الحياة يصونها
وهو المُصيبُ وفِعلُه موزونُ
***************
بيني وبينك والهوى أنشودةٌ
ما زال يحفظ لَحنها الحسُّونُ
يشدو بها في الدَّوح فوق شُجيرةٍ
فتميلُ للصوتِ الجميل غصونُ
والكلُّ يبكي عندما يشدو به
فاللَّحنُ فيه مع الجمال شجونُ
والصوتُ فيه بُحَّةٌ محزونةٌ
ينساب في الأضلاع وهو حنونُ
لله كم سالت دموعٌ عندما
غنَّى الحزين وجاوبتهُ عيونُ
كم من ليالٍ بات فيها ساهراً
لم تعرفِ الإطباقَ منه جفونُ
لا يعرف النومَ العزيزَ معذَّ
أوغارقٌ في الحبِّ أو محزونُ
المهندس : سامر الشيخ طه
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق