لا تخبروهم عنا
النادي الملكي للأدب والسلام
لا تخبروهم عنا
بقلم الشاعر المتألق: د.جميل أحمد شريقي
لا تخبروهم عنا
==========
لا تخبروهم فالقلوبُ خَوالِفُ
والحبُّ بينَ الأهلِ شيءٌ تالفُ
لا تخبروهم إنهم لن يسمعوا
فجميعُهم عن عونِنا مُستنكِفُ
العيدُ للمحتاجِ حلمُ رغيفِهِ
والأثرياءُ على الرياءِ تألفوا
في غُربتينِ يعيشُ شَعبٌ مُرهَقٌ
والسارقونَ كمارقٍ يتفلسفُ
وَ دمُ الفقيرِ يسيلُ في حلمِ الرَّدى
واللهُ أدرى بالعبادِ وأعرَفُ
لا تخبروهم حينَ يمضي بعضُنا
ويموتُ فينا صالحٌ أو عارفُ
فجميعُ إخواني يعيشُ بكوكبٍ
فعلامَ يسألُ حينَ عُمري يُخسُفُ؟
لا تخبروهم فالعيونُ سوادرٌ
لمَّا أخوهم بالقذائفِ يُقصَفُ
ودَعوا لهم هذآ العمى بقلوبِهم
يخشونَ إن بذلوا بألا يُعرَفوا
لا تخبروهم أننا في محنةٍ
نخشى ازدراءً منهمُ إن يعرفُوا
فشماتةُ الإخوانِ أقسى طعنةٍ
في قلبِ مَن يرجو أخاهُ وينصفُ
قل للبخيلِ وللغبيِّ أذا علا
بالمالِ: إنَّ المالَ عمرَكَ يقطفُ
لا تحسبِ الأموالَ ترفعُ ساقطاً
فالأصل في لؤمِ الأخوةِ ( شرشف)
لا تخبروا إن مُتُّ كلَّ قرابتي
فلربَّما جاؤوا كجيشٍ يزحفُ
ولرُبّما زعموا عليَّ تفضُّلاً
ونسوا بأني كنتُ برداً أرجفُ
وغداً أُوَسَّدُ في الثرى وأرى البُكا
في عينِ من جاروا عليَّ وأجحفوا
وأرى دموعاً كاذباتٍ لم تكن
يوماً على جرحي نقاطاً تُذرَفُ
لا تبكِ يا أختاهُ حينَ أموتُ من
حزنٍ وقهرٍ وازدرا ممَّن جفَوا
لكن دَعي للقلبِ نبضاً خانَهُ
أهلُ الوفا وشكا دُعاهم مصحفُ
=========
بقلم د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق