السبت، 25 نوفمبر 2023


معارضة شعرية

النادي الملكي للأدب والسلام 

معارضة شعرية

بقلم الشاعر المتألق: د. محمد مكي 

***معارضة شعرية***

يسرى هزاع 

يا بن الكرام أضعت لون زماني

أهدي إليك النزف من شرياني


لم يبق في صدري فؤاد خافق

والروح شاخت وافتقدتُّ حناني


صُلبت على متن الفراق سفينتي

ونوارسي ثكلى على الشطآنِ


فرحي فقيدٌ والسطور يتيمةٌ

مات الهوى والنبض في وجداني


تاهت حروفي في مدار قصيدتي

جفّ المداد وشل بوح لساني


كل المعاني في الفؤاد كسيرةٌ

وبدائعي تنعي إليّّ بياني


حتى الضلوع لها أنين موجع

وأرى بقايا البوح مثل دخانِ


و قطفت من لون الجراح زنابقي

ونسجتُ من ثوب الأسى أكفاني


وصنعتُ نعشي من حطام سعادتي

وشممتُ من ريح الجوى ريحاني


وبنيت قبري عند آخر ظلكم 

وجعلت لحدي من لظى أحزاني


من قال إني لا أتوق لوصلكم

ان المشاعر في الصدور تعاني


فا خلع فؤادك ان مررت بحينا

واقرأ ل روحي سورة (الرحمن)


فإذا شهدتم يوم دفني فاقرؤوا

وتوسلوا بالعفو والغفرانِ


صلّوا عليّ صلاةَ مفقودٍ إذا

لم تعرفوا قبري ولا عنواني


يسرى هزاع


وقلت


ينت الكرام أثرت من وجداني

أدنيت منا القبر قبل أوان


أجريت بحر الدمع بعد نضوبه

وأثرت فينا لواعج الأحزان


أهديك ما أهديك كل تحية

بين الأثير فكم يعز تدان


أهديك ماذا وهْي منك خواطري

بل كيف أهدي القلب ما أهداني؟!


البحر في كفيك ماض هادر

وإلى الوريد جرى من الشريان


مازال قلبك بالمحبة مترعا

مازال رغم براثن الجرذان


الشام في عينيك بسمة عاشق

ممزوجة بالفل والريحان


كل النوارس أنت أنت أثرتها

ببدائع الألحان والأوزان


حاولت أسكن في بحورك أدمعي

فتشابك الدمعان بالشطآن


لا لا يموت النبض بين خواطر

مهما جرى بجحافل العدوان


ما زال حرفك في البسيطة نابضا

 يجري بفيض قصائد ومعان


كم عائش كالميْت رغم حياته

أو خالد بالرغم من فقدان


أعزيزتي ما مات نبض شاعر

ما ضاع من عمر ولا عنوان


سنظل لحنا في الحياة وإن مضى 

عمر وإن وورينا بالأكفان


لا تحسبي أن الشهيد بقبره

هو في رياض عنده وجنان


هو في معية خالق ومهيمن

والروح منه بجنة الرضوان


العمر في الجنات يبدأ عده

في الكون مهما طال فهو ثوان

بقلم : د محمد مكي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق