مُعَلَّقَةُ الْمَيَّاحِ
النادي الملكي للأدب للأدب
مُعَلَّقَةُ الْمَيَّاحِ
بقلم الشاعر المتألق: محمد خليل المياجي
مُعَلَّقَةُ الْمَيَّاحِ
عَلَى الظُّلْمِ وَالْإِجْرَامِ وَالِآجْتِرَاحِ
( شِعْرٌعَمُوْدِيٌّ مَنْظُوْمٌ عَلَى الْبَحْرِالْوَافِرِ)
مِنْ نَظْمِي /
د . مُحَمَّد خَلِيْل الْمَيَّاحِي / العراق
Dr - Mohammad Kaleel AL _ Mayyahi / Iraq
فَيْلَسُوفٌ بَاحِثٌ شَاعِرٌ أَدِيْبٌ
عُضُو الِآتِّحَادِ الْعَامِّ لِلْأُدَبَاءِ وَالْكُتَّابِ فِي الْعِرَاق
جُمَادَى الْأُوْلَى 1445هِجْرِيَّة
تِشْرِيْنُ الثَّانِي 2023 مِيْلَادِيَّة
تَنْوِيْهٌ : 1. الْمُعَلَّقَةُ مُوَجَهَةٌ ضِدَ الظُّلْمِ
الْإِنْسَانِيِّ عُمُوْمًا أَيْنَمَا حَدَثَ
وَيَحْدُثُ لِذَا لَمْ أَتَطَرَّقْ إِلَى
الْأَمْكِنَةِ وَالْأَزْمِنَةِ وَالْأَسْمَاءِ
الْأَعْلَامِ إِلَّا اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
لِتَأْخُذَ الْمُعَلَّقَةُ سِمَةً تَأْرِيْخِيَّةً
وَبُعْدًا قَائِمًا ، كَمَا أَدْخَلْتُ فِيْهَا
جُزْءًا قَلِيْلًا مِن مَفَاهِيْمَ
نَظَرِيَّاتِي فِي الظُّلْمِ وَالْأَقْدَارِ
لِتَكُوْنَ مُحِيْطَةً رَصِيْنَةً
مُتَوَازِنَةً .
2. لَقَدْ أَرْفَقْتُ بِالْمَنْشُؤرِ تَسٔجِيْلًا
صَوْتِيًّا لِلْمُعَلَّقَةِ الشِّعْرِيَّةِ
بِصَوْتِي لِذَا أسْتَدْعِي الِٱنْتِبَاهِ
رَجَاءً كَمَا خَتَمْتُ إِلْقَائِهَا
بِكَلِمَةِ ٱنْتَهَتْ مَعَ السَّلَامِ .
لِمَاذَا يُظْلَمُ الْبَشَرُ ٱقْتِيَادَا
وَقَهْرُ الظُّلْمِ قَدْ فُرِضَ ٱعْتِيَادَا
يَطُوْلُ الْبَغْيُ بُؤْسًا وَٱعْتِدَاءً
عَلَى الْإِنْسَانِ هَلْ بَقِيَ ٱمْتِدَادَا
لِمَاذَا تُسْلَبُ الْأَوْطَانُ قَسْرًا
أَلَا عَظُمَتْ حُقُوْقًا وَٱعْتِمَادَا
وَإِذْ عَمِلَتْ دُهُوْرًا فِيْ كِفَاحٍ
فَقَدْ دَرَجَتْ بِنَاءً وَٱعْتِدَادَا
كَأَنَّ الظَّالِمِيْنَ بِلَا حُدُوْدٍ
بِمَا خَرَقُوا كَمَا نَصَبُوا الصِّفَادَا
أَمَا للظُّلْمِ شَيْطَانٌ وَوَغْدٌ
وَأَوْبَاشٌ طَغَوا شَطَطًا تَعَادَى
فَغَدْرٌ بِالْوَرَى عَمَدَ ٱنْتِهَاكًا
فَلَمْ يَنْسَ الطُّفُوْلَةَ وَالتِّلَادَا
وَقَتْلٌ طَائِلٌ قَدَمًا وَسَاقًا
وَقَطْعًا لِلرُّؤُوْسِ كَمَا أَبَادَا
يَفُوْرُ الظُّلْمُ قَتْلًا وَٱسْتِلَابًا
وَهَدْمًا لِلسَّلَامَةِ وَٱضْطِهَادَا
وَتَلْطِيْخًا بِلَوْنِ الْمَوْتِ يَأْسًا
وَإِظْلَامًا لِوَجْهِ النُّوْرِ غَادَى
أَلَا لِلْجُرْمِ سَفَّاحٌ لَئِيْمٌ
بِلَا ذِمَمٍ فَقَدْ مَلَأَ الْوِهَادَا
بِمَا قَتَلَ الْحَيَاةَ كَحَرْقِ طِفْلٍ
وَمَنْعِ الْعَيْشِ بَلْ يَشْوِي الْعِبَادَا
فَأَرْضٌ لَمْ نَجِدْ فِيْهَا قُبُوْرًا
لُحُوْدٌ ضَمَّتِ الْمَوْتَى ٱرْتِعَادَا
وَصَدْرٌ يَطْلُبُ النَّفَسَ ٱتِّسَاعًا
لِضِيْقٍ فَجَّرَ الْعُنُقَ ٱرْتِدَادَا
وَأَشْجَارٌ غَدَتْ جَرْدَاءَ صَوْمًا
كَأَنَّ النَّبَّتَ قَدْ رَفَضَ الْمِدَادَا
وَنَهْرٌ مَاؤُهُ جَفَّ ٱحْتِرَاقًا
وَدَمْعُ الْعَيْنِ يَنْفَجِرُ ٱتِّقَادَا
سَمَاءٌ إِذْ نَرَاهَا فِي ٱنْحِسَارٍ
تَغِيْمُ مِنَ الْأَذَى تَبْكِي رَمَادَا
بِأَرْضٍ زُلْزِلَتْ دَارَتْ نُوَاحًا
بِطُغْيَانِ الشُّرُوْرِ بَدَتْ سَوَادَا
بِنَا تَتَأَوَّهُ ٱسْتِدْرَاكَ خُلْدٍ
لِتَنْفِرَ بِالْمَدَى فَالْحِمْلُ مَادَا
فَلَا تَقْوَى عَلَى حَمْلِ الْخَطَايَا
وَلَنْ تَرَضَى الْعِنَادَ أَوِ الْحِدَادَا
تَنَاغَى الطَّيْرُ وَالنَّبْتُ ٱبْتِهَالًا
لِمَا ٱجْتَرَمَ ٱبْنُ حَوَّاءَ ٱسْوِدَادَا
كَشَوْقٍ جَاشَ فِيْ نَفْسٍ وَصَدْرٍ
وَحُزْنٍ فَاضَ فِيْ غَضَبٍ وَزَادَا
شُعُوْرًا فِي الدَّوَاهِي مَا نُقَاسِي
وَفِي الظُّلْمِ الْأَثِيْمِ مَا يُنَادَى
يُؤَمِّلُنَا ثَبَاتًا عَنْ يَقِيْنٍ
بِأَنَّ الْحَقَّ يَنْتَقِمُ ٱقْتِصَادَا
وَنَدْعُو اللهَ بِالْعَدْلِ ٱنْتِقَامًا
لِكَيْ يَقْتَصُّ بِالْحَدِّ ٱرْتِصَادَا
يُؤَخَّرُ أَتْيُهُ إِمْهَالَ مَدٍّا
وَيُعْجَلُ نَزْلَةً كَرَّ ٱزْدِرَادَا
فِفِي الدُّنْيَا ٱنْتِظَارٌ وَٱنْقِطَاعٌ
ونِيْرَانٌ تُحَرِّقُنَا ٱبْتِدَادا
أَنَاسٌ يَا قُسَاةَ الظُّلْمِ أَنْتُمْ
وَجُرْمُ الْقَتْلِ دَيْدَنُكُمْ تَمَادَى
بَنِي الْإِجْرَامِ يَا شَرَّ الرَّزَايَا
وَشَيطَانَ الْخَرَابِ غَزَا الْبِلَادَا
وَضَعْتُمْ فِيْ شَرِيْعَتِكُمْ دَمَارًا
فَأَفْنَيْتُمْ حَيَاةً وَٱجْتِهَادَا
جَرَائِمُكُمْ وَمَا نَشَرَتْ بَلَاوَى
فَمَا هَمَدَتْ وَقَدْ بَسَطَتْ فَسَادَا
أَمَا قَتَّلْتُمُ الْأَحَيْاءَ هُزْءًا
وَهَدَّمْتُمْ دِيَارًا وَالْمُرَادَا
وَجَفَّفْتُمْ دِمَاءً فِي عُرُوْقٍ
وَحَرَّقْتُمْ قُلُوْبًا لَنْ تُعَادَا
إِذِا هَدَأَتْ حَيَاةٌ فِيْ بِلَادٍ
تَطَيَّرْتُمْ بِهَا حَنَقًا وَكَادَا
تَنَاجَيْتُمْ مَعًا عِلَلًا وَغَيْضًا
وَأَحْقَادًا فَحَرَّفْتُمْ رَشَادَا
تَكَالَبْتُمٔ عَلَى الْأَدْيَانِ بُغْضًا
فَحَارَبْتُمْ رَسُوْلًا وَٱعْتِقَادَا
فُحُكْمُ الظُّلْمِ لَا يَبْقَى بَدِيْلًا
يَقُوْمُ الْعَدْلُ بِالْحَقِّ ٱزْدِيَادَا
فَثُوْرُوا أَيُّهَا الْأَحْرَارُ عَدْلًا
وَهُبُّوا كُلُّكُمْ جَمْعًا تَهَادَى
فَمِنْ قَدْحِ الضَّمِيْرِ عَلَتْ رُؤُوْسٌ
وَدَبَّ الْبَأٔسُ نَصَّارًا وَقَادَا
وَمِنْ هَدْيِ الرَّدَى عَظُمَتْ نُفُوْسٌ
سَمَتْ ثَأْرًا مَعَ الْإِيْمَانِ ذَادَا
أَهٰذَا الْوَعْدُ مِنْ حَقٍّ يُنَادِي
فَكَيْفَ الْحَسْمُ لَا يَجِدُ ٱحْتِشَادَا
وَتَأْرِيْخٌ وَقَدْ أَعْطَى ٱتِّجَاهًا
بِسِيْرَتِهِ أَلَا تَضَعُوا الْعِمَادَا
أَعُرْبٌ أَنْتُمُ الْعَرَبُ ٱنْتِسَابًا
فَلَا عَرَبٌ بِلَا شَرَفٍ تَفَادَى
وَإِنْ كُنْتُمْ كَذٰلِكَ يَا كِرَامًا
فَصُوْلُوا صَوْلَةَ الذَّحْلِ ٱشْتِدَادَا
عَلَى الْعُدْوَانِ وَالْجَوْرِ ٱجْتِمَاعًا
وَظُلَّامٍ وَمَنْ مَكَثُوا ٱعْتِبَادَا
وَلَا تَثْنِي عَزَائِمَكُمْ ثِقَالٌ
شُعُوْبٌ حَازَتِ الْمَجْدَ ٱجْتِهَادَا
فَمَا الصَّمْتُ ٱسْتَعَادَ الْحَقَّ وِدًّا
وَمَا الْجُبْنُ ٱسْتَثَارَ الذُّلَّ بَادَى
سَلَامًا أَيُّهَا الصَّبْرُ ٱنْفِرَاجًا
فَنَوْلُ النَّصْرِ يَسْتَدْعِي الْجِهَادَا
سَيَأْتِي نَصْرُ أَهْلِ الْحَقِّ حَتْمًا
بِمَا قَضَّى الْإِلٰهُ إِذْ أَفَادَا
يَدُوْرُ الظُّلْمُ خُسْرانًا وَحُزْنًا
وَآلَامًا ويَأَسًا لَا تُفَادَى
وَيجْرِي الْعَدْلُ سِلْمًا وَٱبْتِهَاجًا
وآمَالًا وَسَعْدًا وَٱطِّرَادَا
وَظُلْمُ الْمُعْتَدِي يَنْحَطُّ عَارًا
لِنَارٍ تَحْرُقُ الْبَاغِي ٱحْتِدَادَا
فََعَدْلُ الْمُهْتَدِي يَعْلُو سُمُوًّا
جَزَاءُ الْعَادِلِ الْحُسْنَى ٱنْعِقَادَا
وَأَخْذُ النِّقْمَةِ الْغَضْبَى صَبُوْرٌ
عِقَابُ اللهِ يَنْزِلُ مُسْتَزَادَا
وَتَأْتِي الْبَطْشَةُ الْكُبْرَى خُلُوْدًا
سِجِلُّ النَّاسِ يُحْتَسَبُ ٱنْفِرَادَا
نِظَامُ الرَّحْمَةِ ٱكْتَمَلَ ٱشْتِمَالًا
رَدِيْفُ الْحِكْمَةِ الْعُلْيَا ٱنْقِيَادَا
زَمَانُ الْخَلْقِ يَمْضِي لِٱنْتِهَاءٍ
فَيَصْفَرُ قِيْمَةً فِي اللّٰهِ عَادَا
وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَحْكُمْهُ عَصْرٌ
فَلَيْسَ لَهُ زَمَانٌ لَنْ يُقَادَا
وُجُوْدُ الْبَارِئِ الْأَزَلِيُّ جَزْمٌ
هُوَ الْأَبَدِيُّ قَدْ شَاءَ السَّدَادَا
فَمِنْهُ يَبْدَأُ الْخَلْقُ ٱنْفِصَالًا
وَفِيْهِ يَنْتَهِي الرَّجْعُ ٱتِّحَادَا
وُقُوْعُ الْمَوْتِ وَالْآلَامِ يَأْتِي
عَنِ الْأَقْدَارِ وَالْبَلْوَى كِبَادَا
وَكُلِّ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ٱبْتِلَاءٌ
شَدِيْدُ السُّوْءِ مَا جَلَبَ الشِّدَادَا
فَمِنْهَا يَحْصَلُ ٱسْتِجْدَادَ سِبْقٍ
وَمِنْهَا يَسْتَجِدُّ وَلَنْ يُشَادَا
وَإِذْنُ اللهِ يَقْضِيْهِ حُدُوْثًا
بِتَحْدِيْثٍ عَنِ الْحَالِ ٱسْتِنَادَا
فَقَدْ تَتَقَرَّرُ الْأَحْدَاثُ قَطْعًا
وَلٰكِنْ يَبْطُلُ الْوَقْعُ ٱنْسِدَادَا
يَشَاءُ اللهُ فِي الْمَيْدَانِ أَمْرًا
مَعَ التَّقْدِيْرِ أَنْفَذَهُ فَيَادَى
فَهَيَّا نَبْتَنِي شَرَفًا رَفِيْعًا
وَعَدْلًا خَيْرَ مَا لِلْحَقِّ شَادَا
لِيَبْقَى اللهُ حَامِينَا بِلُطْفٍ
لِبَسْطِ النَّفْعِ يُكْثِرُهُ حَصَادَا
وَحُكْمُ النَّاسِ للنَّاسِ ٱسْتِوَاءٌ
بِمِيْزَانٍ دَعَا لِلْحَقِّ جَادَا
سَلَامًا يَا سَلَامَ الْعَدْلِ حِفْظًا
فَمَا أَغْنَى السَّلَامَةَ وَالْوِدَادَا
مِنْ نَظْمِي /
د . مُحَمَّد خَلِيْل الْمَيَّاحِي / العراق
Dr - Mohammad Kaleel AL _ Mayyahi / Iraq
جُمَادَى الْأُوْلَى 1445 هِجْرِيَّة
تِشْرِيْنُ الثَّانِي 2023 مِيْلَادِيَّة
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق