"وتبقين أنت وأنا"
النادي الملكي للأدب والسلام
"وتبقين أنت وأنا"
بقلم الشاعر المتألق: سعيد الشابي
"وتبقين أنت وأنا"
يشرق الصـــباح باسما
يمـــلآ الكـون ضجيجا
من هنا...
تطير العصافير خـماصا
تلتقـط الحب، تشرب الماء
تعـود بـطانا لتنام
وهــــناك
تعيش الحيوانات والوحوش
يقـتات بعضها بعضا
وعلى الأرض بــــشر
يسيرون نحو المصانع والمؤسسات
نحو الأسواق وعقد الصفـقات
نحــو المـدارس والجامعات
نحــو المـقاهي والحانــات
في كــل شبـر ينتشرون
في المـــزارع، في الحقول
في الجـــبال وفي الـغابات
في المـــعاقل، في الثكنات
يحملون ما خطّوه ليلا في العتمات
في قلــــوبهم أسلحة مختلفات
وفي عقــولهم شــتى الشبكات
يقرأون لكـــل خطــوة
آلاف، وآلاف القـــراءات
يرسمون على سجـل التأريخ
ما ينجـزون من تحـــركات
تمتصــها أوراق النســـيان
عنــد الرفـوف الــصامتات
أو يينع بعضها في المحاكم
قـضايا، عنـد القـــضاة
تتلـقفها صحـف عجــفاء
تجارة ولهوا، توشّيها بالشائعات
تبثّـــها فتنا رعـــناء
ما تعــفّن من القــنوات
والأرض تجري لمستقر لها
تكـــمل عــدد الدورات
اليــوم سيمضي ...والغد
شبيها به، طبعا ســيأتي
وتبـــقى الحــياة حياة
وأنت وأنا يا حبيبتي
ننتظر شغفا، ليــل صب
طــال رجـاؤه ، ولم يأت
لأننا أردناه في كـــتاب
مـرسوم بأحرف نيّــرات
والأقـــلام قد جـــفّت
وأوراق الكتابة، خجولة سقطت
من حـــولنا محـــترقات
وتبقيــن أنت وأنا رقم قصّة
أسقطتـــها الأقدار، تعــسفا
مــن كــــل الحــسابات
بقلم : سعيد الشابي
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: دعاء الشاهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق