لما نُخْفي المساوئَ والعُيوبا؟
النادي الملكي للأدب والسلام
لما نُخْفي المساوئَ والعُيوبا؟
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
لما نُخْفي المساوئَ والعُيوبا؟
دعوني في السّهول مع البقرْ***ففي الأدغالِ قدْ أجدُ البـــشرْ
تعبتُ منَ التّفَـكُّرِ في بلادٍ***بها الإنسانُ يسْكُنُ في الحُــــفَرْ
عُيونُ الماءِ في الأعماقِ تجْري***وعَجْزُ النّاسِ ينْتظرُ المـــطرْ
فلوْ كنّا إلى الخيراتِ نسْعى***لأخْرجنا المياهَ منَ الحَــــــجَرْ
ولكنَّ الإرادةَ فــــــي سُباتٍ***يُعطّلها التّخَــــــلّفُ في النّـــــظرْ
////
صحيحٌ أنّنا قَوْمٌ ضــــــعافُ ***يُهدّدنا التّــــصَحُّرُ والجَــــفافُ
نُعوِّلُ في الحياةِ على الأماني***وفي أوْساطنا كثُــرَ العِــجافُ
ونَجْهلُ أنّ كسْبَ العلمِ حلٌّ***سَيقْوى عبر نهْضــــتهِ الضّعافُ
تزيدُ به العقولُ هُدىً ورُشْداً***وَتملكهُ الشّـعوبُ فلا تَخــــافُ
إليكم يا بني وطني إليكمْ***فإنّ الغَـــرسَ يعْقبهُ القِـــــــطافُ
////
سقطْنا في الحضيضِ من النّدمْ***وهبّ السُّحْتُ فانبطحَ القلمْ
نبيعُ حُروفنا بيعاً ذميــــــماً***وبيْنَ النّاسِ أُفْـــــسِدَتِ القِـــيَمْ
أرادَ بنا الأعادي كلّ ســـــــوءٍ***لنُصبحَ في الوجودِ منَ العَــدمْ
وقد نصبوا الكمائنَ واسْتباحوا*حُقوقَ النّاسِ واغْتصبوا القَسَمْ
فقلْ للظّالمينَ غداً سنحْـــيا***فننْـــــــزعُ منْ ضــــمائرنا الألمْ
////
لما نُخْفي المساوئَ والعيوبا***لما الغوغاءُ ترْفضُ أنْ تَتــــوبا؟
نُعيبُ عَدوّنا والعيْــــــبُ فينا***وشرُّ النّاسِ منْ فقدَ الصّـــوابا
وإنّ الجهلَ في الإنسانِ عارٌ***كأنّهُ كلبةٌ ولــــــــــــــدَتْ كِلابا
تزيدُ به النّفوسُ أسىً وغيّاً***فترْتكــــــــــبُ الجرائمَ والخـرابا
وقدْ عَلِموهُ داءً مُسْتطيراً***ولكنَّ القليلَ من اسْتـــــــــــــــجابا
////
قبيحٌ أنْ نعيشَ على الشّعيرِ***ونُجْلدُ بالعصا جلْدَ الحــــــــميرِ
كأنّ الطّاعة العمْياءَ رجسٌ***وظلم للعـــــــــــــــقولِ وللمصيرِ
ألم تر كيف حاصرنا التّدنّي***ونكّل بالصّــــــــــغير وبالكبيرِ
نقبّلُ في النّعالِ وفي الأيادي***ونقنعُ بالقليلِ من الشّــــــــعيرِ
سماسرةُ الفسادِ طغوْا علينا***ونحــــــنُ وراءهُمْ مثلَ البــعيرِ
////
ألفْنا في تعامُلنا الحِــــــــيَلْ***وذكرُ اللهِ قدْ ضــــــربَ المثلْ
نراوغُ كالثّـــــــعالبِ كلّ يوْمٍ***ونطمعُ في الوصولِ بلا عملْ
رمانا الضّعفُ خلفَ العصْرِ حتّى***غدونا في الخلائق كالهملْ
يمرُّ بأمّتي الماضي فيبْكي***بكاءً عن فظاعةِ ما حـــــــــصلْ
ونحنُ كما ترى قومٌ ضعافٌ***فقَــدْنا في ثقافتنا الأملْ
بقلم ؛ محمد الدبلي الفاطمي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق