الاثنين، 24 يوليو 2023


*** أصبح عِنَاقُك عَادة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أصبح عِنَاقُك عَادة. ***

بقلم الشاعر المتألق: حسام الدين طلعت 

خَاطِرةٌ أدَبِيَّةٌ

بعُنوَان: أصبَحَ عِنَاقُك عَادة 

بِـقَــلـم الأستاذ حُــســام الـــدِّيــن طــلــعــت 

جُمهُورِيَّةُ مِصر العَرَبيَّة

...................................

***أصبح عِنَاقُك عَادة***

كَانَ عِنَاقُك كُلَّ الحَيَاةِ، بَل أسمَىٰ وأنقَىٰ احتواء. 

كَانَ مِحرَابِي، كَنِيسَتِي، ومَسجِدِي. 

لَحظَةَ فَنَاءٍ فِي اللا وُجُود، ولَحَظَاتِ سُمُوٍ تَعبَرُ الحُدُودَ. 

كَانَ مِن المَجهُولِ احتِماء، وهُو للبَرَاءَةِ اقتِفَاءٌ، واختِبَاءٌ فِي قَلبِ السَّعَادَةِ.

كُنتُ أحسَبُ أنَّ الأمَانَ عِنَاقٌ، وأنَّ الحُنو دَربِي إلَيه، وأنَّ السَّمَاحَ والبَرَاحَ والأفرَاحَ فِي ضَمَّةٍ.

عِشتُ أيَامِي وأنَا أظُنُّ الحُلمَ تَحَقَقَ فِي وُجُودك، لَكِنَّ حُلمِي مُستَحِيلٌ، وبَعدَ أن كَانَ عِنَاقُك كالعِبَادَةِ، أصبَحَ عَادة.

صَارَ شَائكًا، عَائقًا، عَلقَمًا. 

أصبحتُ أنسَاه، بَعد أنْ كَان أُنسِي. 

أخشَاهُ بَعد أنْ كَان مأمَنِي، وألقَاه غَرِيبًا بَعد أنْ كَان مِنِّي.

كُنتُ أرجُو ألَّا تَرحَلِي سَرِيعًا، لَكنَّ الرَّحِيلَ سِمَةُ كُلِّ فَانٍ، لِذَا؛ كَانَ الحُبُّ وَهمًا، وكَانَ السُّهدُ -مُجرد- إرهَاقًا لعَينِي، وكَانَ انتِظَارُكِ إهدَارًا لعُمرِي، وكَانَ عِنَاقُك عِبَادة؛ فَأصبَحَ عَادة.

أعرِفُ أنَّكِ لَن تُغضِبَكِ كَلِمَاتِي، غَضَبُكِ سَيكُونُ غَضَبَ امرَأةٍ جَفَوتُ عِنَاقَهَا، رَحَلتُ عَن يَبَسِ أرضِهَا، ألجَمتُ لسَانَ الفُؤادِ عَن عِشقِهَا والهُيَامَ بلَحظِهَا.

صَدِّقِينِي يَا امرَأةً، لَقَد عَافيتُ الحُبَّ مِن حَيَاتِي، وأسلَمتُ قَلبِي لحُورِيَّة فِي جِنَانِ رَبِّي، تَصُونُ فُؤادِي، مَحفُوظَةً لرُوحِي قَبلَ مِيلَادِي.

مِفتَاحُ قَلبِي كَانَ أمَام عَينَيكِ، وبِكَامِل إرَادَتِي أهدَيتُك إيَّاه، لكنَّكِ أغلقتِ بِهِ ذَاك القَلبَ، وَلَم تَنهَلِي مِن عَذبِ فَيضِ عِشقِهِ، وألقَيتِه وأنتِ ضَامِنَةٌ حُبَّه، لكن هيهَات، هيهَات، فالحُبُّ الأعرَجُ لَا يَحتَاجُ إلىٰ ظِلِ امرأةٍ تَسنِدَهُ، فَهو والعَدَمُ سَواء.

لِذَا، لَا أحتَاجُ عشقًا زَائفًا، ولَا احتيَاجًا زَائلًا، ولَا عِنَاقًا بَاهتًا.

لأنَّ عِنَاقَكِ أصبَحَ عَادة.

بقلم: حسام الدين طلعت 

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق