الأربعاء، 19 يوليو 2023


( عُرسُ الأماني )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( عُرسُ الأماني )

بقلم الشاعر الشاعر: د.جاسم الطائي 

( عُرسُ الأماني )

-----------------

عُرسُ الأماني تسابيحٌ بتضمينِ 

لأجلوَ القلبَ من تربٍ ومن طينِ 

وأخطوَ الخطوَ فرداً واثقاً أبداً

عسايَ أعدلُ ميلاً في الموازينِ

لا زلتُ أرسلُ مِن أزهارِ قافيتي

هيَ المراسيلُ حينَ الهجر يُضنيني

أشمُّ أنفاسَها فهْيَ التي عَبقَت 

بِها النسائمُ تستَجلِي دواويني

كالوشمِ فوقَ جدارِ القلبِ تذكرةٌ

تغازلُ النبضَ تَهياماً بضِنِّينِ

كم قد قضيتُ على عهدٍ أهِيمُ به

فليتَ بعضَ الذي أنساهُ يُنسيني

تميمةٌ أيقظَت كلَّ الخواطرِ في 

ظَنِّي كما لم تكنْ من قبلُ تعنيني

بألف وجهٍ أراها في تقلُّبِها

على اليقينِ فأطويها وتطويني

إنّي حملتُ مناجاتي أسطِّرُها

على الصحائفِ تزهو زَهوَ نسرينِ

وفيكَ منها جميلُ الغُنْجِ ما قُرِئت

يا مُلهمَ البوحِ من عِطرِ الرياحينِ

فغرَّدَت روحيَ النشوى وما فتِئتْ

ترنو إليكَ أيا سراً بتكويني

لَكم رَسَمْنا على وجهِ الرصيف رؤى

ثم أمَّحَتْ غفلةً من غيثِ تشرينِ

وكم عَدَونا وقرصُ الشَّمسِ وجهَتُنا

فخاتَلَتْنا بغيماتٍ وتلوينِ

وليتنا ما تَرَكنا وشمَ قصَّتنا

على الرمالِ لموجٍ غيرِ مأمونِ

ألملمُ القَطرَ من غيثٍ ومِن برَدٍ

عساكَ تشربُ مِن كفَّيَّ في الحينِ

حلمُ الطفولةِ هل لا زالَ في دَعَةٍ

أم شابَ ليتَ الذي أضناه يضنيني

يا ملعبَ الصُّبحِ خُذْني للتي وَعَدَت

أخانَها الوعدُ أم مالتْ لِظِنِّينِ

فليتَ لي ولها- تلك التي قطعَت-

بعضَ التأسِّي بحبلٍ غيرِ موهونِ

يا صبرَ قلبي على الأقدارِ ما حَمَلتْ

في صفحةِ الغيبِ رُزْءاً غيرَ مضمونِ

مِن أينَ لي بحكايا الأمسِ تجمعُنا

ورميةُ الدَّهرِ دارَتْ كالطواحينِ 

-------

بقلم : د٠جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق