هِيَ أُمُّ شَطِّ الحِلَّةِ
النادي الملكي للأدب والسلام
هِيَ أُمُّ شَطِّ الحِلَّةِ
بقلم الشاعر المتألق: نصير الحسيني
هِيَ أُمُّ شَطِّ الحِلَّةِ
هُنَا عَلَى رِمَالِ ضَفْتَيْكَ
تَقِفُ القَوَافِي وَيَسْكُتُ الشِّعْرُ
وَيَفِيقُ إِذَا فَاقَ نَخِيلُكَ الزَّاهِي
بِخُضْرَتِهِ وَرَقْرَقَةِ عَذْبِكَ الآسِرِ
كَمْ تَنَافَسَ فِي وَصْفِكَ الشُّعَرَاءُ
وَكَتَبَتْ عَلَى شَطْآنِكَ لَمْ تَفْهَهَ الأَسْطُرُ
كَلِمَاتٌ عَجَزَتْ عَنْ وَصْفِ جَمَالِكَ
وَكَمْ فَتَشْتُ عَنْ وَصْفٍ بِكِتَابٍ أَوْ دَفْتَرٍ
تَلَاطُمَ الْمَوْجُ عَلَى ضَفْتِكَ
وَغَزَلَ الْحَمَائِمُ بِمَائِكَ العَكْرِ
حِينَ تَلَاعَبَهَا بِأَجْنِحَةٍ وَالطِّينِ
بِالرِّيشِ يَلَاعِبُ مَعَ العَذْبِ بِالنَّقْرِ
هِيَ صُورَةٌ رَسَمَهَا الرَّبُّ بِأَبْهَى
صُورَةٌ تَسُرُّ الرُّوحَ البَارِيءَ الْمُصَوِّرُ
وَبِهَذَا الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ لم ترى عَيْنٌ
وَلَا رَسَمَتْ رِيشَةُ فَنَّانٍ صُورًا
وَإِذْ تَتَهَادَى عَلَى إِحْدَى ضَفْتَيْهَا
إِشْرَاقَةُ صُبْحٍ بِلَوْنِ الذَّهَبِ الأَصْفَرِ
خَالَطَتْهَا رَقَّةُ الْوَرْدِ وَثَغْرٌ نَدِيٌّ
كَالْبَرْدِ حَاطَّهَا عَقِيقٌ أَحْمَرُ
فَتْنَةٌ فِي خَيَالٍ لَمْ أَدْرِي أَيْنَ أَنَا
بِقُرْبِ جَنَّةٍ بِوَضْحِ النَّهَارِ هَلْ بِهَا الْبَدْرُ
فَمَا عَدَتْ أَعْرِفُ أَهِيَ شَمْسُ الضُّحَى
أَمْ هُوَ مَا خَالَطَ جَمَالَ شَطْآنِكَ السَّاحِرُ
رِفْقًا بِرُوحٍ أَتْعَبَهَا الْحَنِينُ لَكَ
صَارَ يَتَغَنَّى بِجَمَالِ طَلْعَتِكَ السَّادِر
بقلم : نصير الحسيني
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق