الجمعة، 2 فبراير 2024


حين تصبح الحياة طاغية 

النادي الملكي للأدب والسلام 

حين تصبح الحياة طاغية 

بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم العمر 

حين تصبح الحياة طاغية 

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحيانا كثيرة تصبح الحياة طاغية ؛

تستحم بدموع عشاقها

وتتعطر بدماء قتلاها .

لا شيء عقلاني ،

كل شيء يتراكض ويتدافع حتى الثواني ،

تتشابك ، تتعارك ، تتوه في الاتجاهات ؛

حتى يضيع الإحساس بالوقت .

قد يكون الغد بعد سنة ،

وقد يكون بعد لحظة .

لكن دائما ، دون شك ،

أحيانا تشعر ، أن هناك غدا سيأتي .

وتفقد الإحساس بالوزن

وتعيش حالة انعدام الجاذبية .

الروح بين النجوم تسوح

تظن كل شيء مسموح

وكل شيء ممكن وممنوح .

ليست هناك أية عوائق

بين الفعل والفكرة ،

بين المبادرة وردة الفعل ،

بين الدافع والرغبة ،

بين السبب والمسبب .

المساحات والمسافات تفقد كل تلك الخطوط التي تحدّها .

ليس هناك مكان للكآبة والنكد في الأرواح الفسيحة 

ويجب أن تتمون من الفرح والسعادة قبل أن يأتي الغد ،

وقبل أن تبدأ حياة جديدة ومشوارا جديدا .

تتعلم كيف تطيل فترة الانفعال ،

تتعلم كيف تطيل عمر البهجة والانبهار،

تتعلم كيف تستمتع بالصبر

وتطيل فترات الانتظار .

تتعلم كيف تتعامل مع قلبك

وتتقرب من روحك .

تتمنى أن ترمي حجرا في الفراغ ،

تتمنى ديمومة اللحظة ،

تتمنى أن تستنسخ من ومضات السعادة ؛

لتعيد اللحظة كلما تنتهي .

تتمنى لو تستبدل لحظات عمرك المجهولة

بلحظات مستنسخة .

لحظات قد خبرت حلاوتها

وتذوقت كل ما تحوي من مرارة وألم وشوق وعذاب .

قد يحوي الغيب لحظات تفوقها سحرا وجمالا ؛

لكن أبدا لحظة الحب التي نعيشها ،

نتمنّى أن يتوقف عندها الزمن . 

نتمنّى أن يتوقف الوقت عند لحظة ،

عند نظرة ،

عند همسة ، 

عند لمسة . 

تماما كما يحدث عندما تلامس منخريك زهرة غرد ينيا .

تماما كما يحدث عندما تعانق أذنك أصداء همسة حب رقيقة .

تماما كما يحدث للعاشق الذي يمضي الليل بين الأمل والذكرى ، 

وخيال من يحب ويهوى يداعب كل حواسه .

يستمتع بألم السهر

وحرارة الشوق

ومرارة الانتظار .

يتمنّى أن لا ينتهي من عمره الانتظار ،

يتمنّى أن لا تنطفئ نار الشوق .

يود أن يعيش كل تفاصيل اليوم ، 

وأن يؤخّر غروب الشمس .

فقد يكون هناك غدا وقد لا يكون .

وقد تكون لحظة الحب والبهجة

التي يعيشها الآن آخر لحظة 

قد لا تتكرر .

كم هو مؤلم للروح هذا الجرح ،

وهذا النزيف ،  

الذي يتسبّب به انسلاخك عن لحظة حرية ، 

و تترك يد من تحب يدك ،

ويفارق خيال من تعشق خيالك .

وتختنق كل الكلمات التي لم تتلفّظ بها .

تسري الحرقة في جسدك ويلفّك الصقيع ؛

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق