السبت، 2 سبتمبر 2023


*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***

ا لنادي الملكي للأدب والسلام 

*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***

سألتُها قائلاً:يا قبلةَ الأدبِ***هلْ أنتِ آتيةٌ من سالفِ الحِـقَبِ

أمْ أنتِ زائرةٌ من أرضِ أنْدلُسٍ***أمْ تُحْفةٌ هجرَتْ موسـوعةَ العربِ

شممْتُ فيك نسيماً منْ حَضارتِنا***فقلتُ:كيفَ أتتْ صَنّاجةُ الطّربِ 

أتلك فاتنةُ التّاريخِ قد قَدِمتْ***تَخْتالُ بـين رُوادِ الشّعر في الأدبِ

قالت:أيا ولدي إنّي مُشـرّدةٌ***بعْد احْتلالِ شُعوبي واعْـتقالِ أبي

وطأْطأَتْ رأسَها والحُزنُ يأْسرُها***أنا التي كُنتُ شَمساً في نُهى الكُتبِ

أهلي أضاعوا بفعلِ الجُبْنِ مَوطِنَهُمْ***وشبرقوه فبيع المجد بالعنب

أبكي على وطني في الكون هائمة***من بعدما غَربتْ شَمسي ولمْ أغبِ

أنا العروبةُ في القرآنِ قد حَـملتْ*** إرْثاً ثقــيلاً بِذكْرِ الله في الحِقَبِ

أنا المآثرُ في فاسَ وفي عَدنٍ***أنا الشّهامةُ في مِصْرَ وفـي حَلَبِ

أنا الحضارةُ أعْطتْ منْ مَكارِمِها***فضلاً كثيراً من الياقوتِ والذهبِ

رموا لساني بِعُقْمٍ في مَدارسِهم***وليْتهم قَوّموا التفكيرَ عنْ كَثَبِ

وأبْعدوني عنِ الإعْرابِ فانطـفأتْ***شمسُ البيانِ بِلغْوٍ ليسَ منْ أدبي

أنا المُحيطُ الذي في قَعْـرهِ دُرَرٌ ***وفيهِ قوتٌ منَ الحـيثانِ والـعَجَبِ

تركْتُ منْ أثَري فِقْهاً  وَفلسفةً***وليس مثل كتابِ اللهِ فــي الكتبِ

وسعْتُ ديناً بذكرِ الله مُنفرداً***يُتْلى مُبيناً على الأطفالِ والنّخبِ

لسانْ حالي يقولُ اليوم :إنّ فَمي***مُكَمّمٌ بِلِجامِ اللّــغْوِ والكُربِ

وأمّتي في وُحولِ الجهلِ قد غَرِقَتْ***فأصبحَتْ مَرْتعاً للنّهبِ والـشّغبِ

تضَعْضَعَتْ لُغَتي في جَوْفِ مُجْتمعي*** لمّا تورّطَ في البلْوى ولمْ يَتُبِ

وجرّهُ الكسلُ المَـعْتوهُ نحْو غَدٍ***في حُضْنِهِ الضّادُ قد أضْحى بلا نسـَبِ

وَرقّعـوني بلغْوٍ في مَدارسهم***فَضــجّ شِعْري ونامَ البعثُ في كتُبي

فكـيفَ أسْعدُ والدّهْماءُ قدْ نزعَتْ***منّي بهاءَ فنونِ العلمِ والأدبِ

يا حاملاً قـلمَ الإبداع في وطني***أسْقِطْ قِناعَ هُراءٍ يلعَبُ بي

وانزعْ بِنَظْمِكَ داءَ اللّغوِ من جَسدي***وابعَثْ بيانَ فصيحِ القولِ في الخُطَبِ

فأنت ياولدي مُسْتقبلي وغَدي***ولا أريدُكَ في الأبناءِ مُـغْتصِبي

يقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق