*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***
ا لنادي الملكي للأدب والسلام
*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي
*** صَنّاجَةُ الطّربِ. ***
سألتُها قائلاً:يا قبلةَ الأدبِ***هلْ أنتِ آتيةٌ من سالفِ الحِـقَبِ
أمْ أنتِ زائرةٌ من أرضِ أنْدلُسٍ***أمْ تُحْفةٌ هجرَتْ موسـوعةَ العربِ
شممْتُ فيك نسيماً منْ حَضارتِنا***فقلتُ:كيفَ أتتْ صَنّاجةُ الطّربِ
أتلك فاتنةُ التّاريخِ قد قَدِمتْ***تَخْتالُ بـين رُوادِ الشّعر في الأدبِ
قالت:أيا ولدي إنّي مُشـرّدةٌ***بعْد احْتلالِ شُعوبي واعْـتقالِ أبي
وطأْطأَتْ رأسَها والحُزنُ يأْسرُها***أنا التي كُنتُ شَمساً في نُهى الكُتبِ
أهلي أضاعوا بفعلِ الجُبْنِ مَوطِنَهُمْ***وشبرقوه فبيع المجد بالعنب
أبكي على وطني في الكون هائمة***من بعدما غَربتْ شَمسي ولمْ أغبِ
أنا العروبةُ في القرآنِ قد حَـملتْ*** إرْثاً ثقــيلاً بِذكْرِ الله في الحِقَبِ
أنا المآثرُ في فاسَ وفي عَدنٍ***أنا الشّهامةُ في مِصْرَ وفـي حَلَبِ
أنا الحضارةُ أعْطتْ منْ مَكارِمِها***فضلاً كثيراً من الياقوتِ والذهبِ
رموا لساني بِعُقْمٍ في مَدارسِهم***وليْتهم قَوّموا التفكيرَ عنْ كَثَبِ
وأبْعدوني عنِ الإعْرابِ فانطـفأتْ***شمسُ البيانِ بِلغْوٍ ليسَ منْ أدبي
أنا المُحيطُ الذي في قَعْـرهِ دُرَرٌ ***وفيهِ قوتٌ منَ الحـيثانِ والـعَجَبِ
تركْتُ منْ أثَري فِقْهاً وَفلسفةً***وليس مثل كتابِ اللهِ فــي الكتبِ
وسعْتُ ديناً بذكرِ الله مُنفرداً***يُتْلى مُبيناً على الأطفالِ والنّخبِ
لسانْ حالي يقولُ اليوم :إنّ فَمي***مُكَمّمٌ بِلِجامِ اللّــغْوِ والكُربِ
وأمّتي في وُحولِ الجهلِ قد غَرِقَتْ***فأصبحَتْ مَرْتعاً للنّهبِ والـشّغبِ
تضَعْضَعَتْ لُغَتي في جَوْفِ مُجْتمعي*** لمّا تورّطَ في البلْوى ولمْ يَتُبِ
وجرّهُ الكسلُ المَـعْتوهُ نحْو غَدٍ***في حُضْنِهِ الضّادُ قد أضْحى بلا نسـَبِ
وَرقّعـوني بلغْوٍ في مَدارسهم***فَضــجّ شِعْري ونامَ البعثُ في كتُبي
فكـيفَ أسْعدُ والدّهْماءُ قدْ نزعَتْ***منّي بهاءَ فنونِ العلمِ والأدبِ
يا حاملاً قـلمَ الإبداع في وطني***أسْقِطْ قِناعَ هُراءٍ يلعَبُ بي
وانزعْ بِنَظْمِكَ داءَ اللّغوِ من جَسدي***وابعَثْ بيانَ فصيحِ القولِ في الخُطَبِ
فأنت ياولدي مُسْتقبلي وغَدي***ولا أريدُكَ في الأبناءِ مُـغْتصِبي
يقلم : محمد الدبلي الفاطمي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق