*** لحظة الوداع ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** لحظة الوداع ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد رضا
*** لحظة الوداع ***
ترجَّلَ..
شدَّ وثاقَ نعليه...
وحزمَ حقائبَ النسيان
انتهتْ لحظاتُ اللقاء..
يقلِّب صفحاتِ نبضه...
يقرأ...
إلى أين..؟
إلى متى...؟
أما آن..!
مسحةُ خوفٍ تغطِّي ملامحه...
كضبابٍ حائر
طبعَ آخرَ قبلةٍ على جبينِ أمِّه..
لم تزل رائحته...
معتَّقة في شرفاتِ صدرها...
كلُّ حلمٍ لم يزل هنا
كلُّ تنهيدة
قلوبٌ تعبثُ بها الآهات..
صقيع الضياع كسر مجذاف الكلام...
مع أنفاسهِ اختلطَتْ رائحةُ الوداع مع نار اللحظة...
ماذا لو بقيت..؟؟
توسلت إليه صوره
ناجته ذكرياته
خذ ما تبقى من ألواني...
ولا ترحل...
حجمُ الآهاتِ أكبرُ من حنينه
قرَّرَ الرحيل..
وفي حلقهِ ألفُ غصَّةٍ وكلمة...
في عينيه ألفُ سؤال و دمعة...
اختنقَ الكلام..
شربَ الصمتُ الوجودَ...
تنهَّدَ ثم أدارَ ظهره..
لوَّحَ بيده الشاحبة...
أصابعُ قلبهِ تنزف...
ترك عطره هناك..
على عتباتِ القهر
مقبضُ البابِ مكلوم...
الطريق بلا ملامح
مرآتهُ ما زالت معلَّقة بظله...
على جدار وطن يكادُ يتساقط...
مشاعره أبتْ أن تسافر...
حقيبته فارغة...
شتلةُ ذكرى
وحفنةٌ من تراب
في الخامسة صباحا..
توقَّفتْ عقارب الساعة..
إلتحفتْ صقيعَ كانون..
لم تصلْ رسائلُه...
غيَّبه الشفق...
ومازال ينتظرُ مركبَ العودة...
بقلم : محمد رضا
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق