الخميس، 28 سبتمبر 2023


هوامشُ إمرأة لا تعرفُ اليأسَ

النادي الملكي للأدب والسلام 

هوامشُ إمرأة لا تعرفُ اليأسَ

بقلم الشاعرة المتألقة: ملاك الزين 

هوامشُ إمرأة لا تعرفُ اليأسَ

   (1)

أعيشُ على ضفافِ ذاكَ النهرِ 

أنتظرُ الغروبَ بشغفٍ 

كما كنا نفعلُ دائماً 

أسندُ ظهري بتلكَ الصخرةِ 

التي حفرتْ عليها أسامينا 

لمْ أقطعَ الأملَ 

سيأتي يومٍ ..

أجدكَ فيه تنتظرني .....    (2)

منذُ أيامِ الطفولةِ

وعلى مقعدِ الدراسةِ 

حفرتَ إسمكَ على مقعدي 

لكنكَ لمْ تعلمَ بأنهُ حفرَ بقلبي .....

 (3)

في عيدِ ميلادِ صديقتي  

كنا نحتفلُ ونغني 

نرقصُ ونضحكُ

أصابني الذهولَ بدخولهِ علينا 

توقفَ كلِّ شيءٍ

سلمَ عليَّ 

كادَ قلبي أنْ يتوقفُ 

سألني هلْ ما زلتِ تذكريني 

قلتُ وهلْ بإمكانِ قلبي 

أنْ ينساكَ .....

 (4)

دونَ سابقِ موعدٍ 

عشقٌ غامضٌ أسراني 

بحنينٍ وغرامٍ 

خفقَ قلبي 

كمْ تمنيتُ أنْ يبادلني

عشقٍ بعشقِ

غرامٍ بغرامِ

وهيامٍ بهيامِ

وإذْ بي أصحو من النومِ 

يبدُ كنتُ أحلم ....

 (5)

في تلكَ الحديقةُ المنسيةُ

وعلى ذاكَ المقعدُ الخشبي المتهالكِ 

جلستُ أُفكرُ بهِ

وأستعيدُ ذكرياتي 

وإذْ بهِ يلقي عليَّ التحيةُ

وقالَ أتسمحينَ لي بأنْ أُقدمَ لكِ

وردةً بيضاءٍ 

كانَ يخفيها خلفَ ظهرهِ 

قلتُ نعم يسرُّني ذلكَ

وما إنْ قدمَ اليَّ الوردةُ

وإذ بها حمراءُ 

إستغربتُ وسألتهُ 

قلتَ بأنها بيضاءٌ 

وإذ بها حمراءُ

قالَ إحمرتْ خجلاً من غيابي 

لتقولَ لكِ إني أُحبكِ .

    (6)

على رصيفِ المحطةِ القديمةِ 

كنتُ أنتظرُ القطارِ

في آخرِ الرصيفِ

كانَ يجلسُ بمفردهِ 

يدخنُ ويقرأُ الجريدةُ 

أخذتني أقدامي إليهِ 

القيتُ عليهِ التحيةُ

لمْ يكترثَ لي 

ولم يرفعُ رأسهُ 

سألتهُ كمْ الساعةِ

لِمَ تأخرَ القطارُ  

قالَ بصوتٍ خافةٍ 

ساعتي توقفتْ

 منذُ أنْ توقفَ قلبي يومَ زفافها 

اما القطارُ إنتظرتهُ أعواماً وأعوامَ

ولمْ ياتي 

ربما لا يأتي قطاري 

وما إنْ رفعَ رأسهُ 

إذْ صرخَ أين كنتِ 

قلتُ في زمنٍ منسي

أبحثُ عنكَ كلَّ يومٍ 

أنتظركَ كلَّ يومٍ 

على هذا الرصيف . 

 (7)

أتدرجُ على شاطئِ البحرِ 

فوقَ رمالهِ المبتلةِ 

شكيدةٌ بينَ أمواجهِ 

سارحةٌ بمخيلتي 

وحيدةٌ بين الناسِ 

أتخيلُ أولَ لقاءٍ بيننا 

كنا نسيرُ على ذاتِ الشاطئِ 

وكيفَ كتبتَ وعودٍ 

وقطعتَ عهودٍ 

وبنيتَ قصورٍ وقلاعٌ عالياتٍ 

من الرمالِ 

مع أولِ موجةٍ 

رُدِمتْ كلُّ الوعودِ والعهودِ 

و هدمتْ كلُّ القصورِ والقلاعِ 

لانها بنيتْ منَ الرمالِ 

تأكدتُ بأنها كانتْ مجردُ كلماتٍ

شطبتها أمواجُ البحرِ 

لاجدَ نفسي وحيدةٌ 

تتهادى خطواتي على قصورٍ 

بنيتْ تحتَ قدماي

وموجِ البحرِ يُقبلُ خلاخيلي

ويعودُ أدراجهُ 

بقلم : الشاعرة ملاك الزين .

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق