الخميس، 28 سبتمبر 2023


$ كأن لوحدتي ....طقوسها$  

النادي الملكي للأدب والسلام 

$ كأن لوحدتي ....طقوسها$  

بقلم الشاعرة المتألقة: نجوى النوي بن احمد 

$ كأن لوحدتي ....طقوسها$  

وحدي ......       

كأن حطامي يرافقني ،

وصوت حزين تربى مع غربتي ...

أنكرتني ثنايا وطئتها ... 

وبعض من رائحة تبغ الأصدقاء ....

كأن دخان الروح يتصاعد....

وحدي ....

وواحتي التي عهدتها تمتشق ما أفسده التيه ...نخلتي التي ورثتها يستعصي عليّ ظلّها ...

اجوبها من كل ناحية تجهلني ... 

أمتطي صمتي والحزن يفتح بوابة أخرى لجرحي ...امضي وكل الذي كان لي ...

صار وهما يضجعني ....

وحدي ... 

وأبحث لي عمّن يرافقني ...

الأمس حبّات الرّمل أحاكيها ...  

كأن لا تراب ..وأمرّ بالتيه مرارا أرى سنوات الجدب تحاول التعرّف عليّ ....

ثم تصافحني في فرحة عارمة ...

وحدي أهيم في غربة تشملني ...

تزرع الحزن تباعا... 

على شرخ أبيت والليل صاحبي 

وكم هي الدموع شحيحة تبث في الروح انهزاماتي ...

كأني أفتقد مناعة الحياة ...ركام ، يغطي يحجب مفكّرتي ...علّني أضعتها ذات حزن ...

وذاك الذي يعصر ما يسمى عتبة الامل ...

طائرا يطوف بلا أجنحة ...يدور.. يور ...

تخيفه غربتي....والويل للصدر الذي يخفق رغبة في العودة

وحدي..... وديدان الوقت الرهيب ..

تحفر الثانية من ليلي الصديق ...

ما عاد لي في مرافئه ركن وأمضي في اكتئاب ثقيل ....،أبحث ،وأبحث عن زاوية اخرى ..

أشتم رائحة الموت ،وأجهّز نفسي لاستقبالها ... 

تقترب...تحوم حولي ...

ثم تستنكر استعدادي هذا ...

فتمر!! تمر لتفسد ما خططته الروح...

وأبقى مع خيبة النجاة ....

هكذا يلعب القمر لعبة التخفي ...

لينسج خيطا يحجب ما تبقى من الامل ...

هكذا انا أفتق اغلال قيودي وأستكين ...

هي ذي بقاياي وبعض من رؤى الطريق...

من هنا مرّ نعش المحبة ...

بكت الأرض ملئ الجفون....

حاول جاهدا توديع المشيعين 

كم هي ثقيلة مراسم الوداع...

وحدي مع دموع جاحدة نفتضّ بوتقة الصمت....

.نلوّح بما بقي من جراح....علّها تختفي الأنات........

مشرق هذا المساء...

كل البصمات فيه تدرك مكامن جرحي 

تمر كعاصفة تطبع حماي وانفاسي اللاهثة ....

وأبحث عن تأجّج اخر.....

لاحدود هنا يغمر غبطة الروح......

يا السائل عن مدارات الطقوس 

،تتوه في ذاك الممرّ غربتنا....

وتخنق مساعي المرور ... 

ما عاد الوقت كافيا لنسج هوّة اخرى....

الليل قلبي المفتوح....

ما بين الضفتين تنبت سنبلة ... 

ترعى نبضاتي المتصاعدة ....

والليل ...الليل رفيق لوحدتي 

كل ما خاب الصديق.... 

يا ليل ، يا صاحبي ،ويا صندوق الامي ..

.أكلما اينع غصن من أوردتي 

حصدت نجمة أضاءت ذات درب علّتي..

.اكلما استمعت لصوت ارتعشت له مفاصلي ...

أطنب القمر في البكاء...  

يا ليلي الوحيد تبدو وقد أزعجتك الأنباء ...والأصداء ...

أراك على عجل تمر تخيفك الأشياء ...

لم تعد محبا لتمردي ...

فبات يرهقك السهر طويلا ....

صرت تبحث عن وحدة اخرى ....

أعود وفي ثنايا الترحال الام الفراق....

وبعض من وخزات الحنين....

لي في هذه الابواب عدّة مواجع.... 

أعود تاركة قلبي بين شرايينها ...

أنثرها ... وأمضي 

سمراء الجنوب 

نجوى النوي بن احمد 

تونس

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق