ماذا قال لها حتى وقفت هكذا ؟
النادي الملكي للأدب والسلام
ماذا قال لها حتى وقفت هكذا ؟
بقلم الشاعر المتألق: مصطفى إمارة
ماذا قال لها حتى وقفت هكذا ؟
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
هرمنا وطاروا الزغاليل
قال لها :
شخنا وهرمنا وطاروا الزغاليل
وما تبقى من عمرنا الا القليل
تحودبت الظهور والجسد عليل
ونفذ زيت السراج وجف الفتيل
وسأبقى لك ما دمت الخل الخليل
واظللك بريشي ما دمت ظلا ظليل
قالت :
هذا انت وانا ما زلت فتية صبية
وعن كلامك اني والله بغنى غنية
وان سمعتك واقتنعت كنت غبية
فلا تقلب مواجع اشكالات وقضية
فلا تقل هرمنا وتجمع بيننا سوية وانظر الي اقف ورجلاي قوية
قال :
تقفين مكابرة مرتجفة رجليك وتشدين عزمك وتعضين شفتيك
مسبلة العيون مكتوفة ساعديك
عجوز والعجز بائن على منكبيك
فلا تكابرين على الكبر بقدميك
فقد تسقطين بحضني واقول لبيك
قالت له : صدقت يا خليل :
لقد كبرنا وهرمنا وطاروا الزغاليل
فلا نفعا ولا جدوى من الاقاويل
اطرافنا ترتجف وبات الجسد عليل
وقفت أمامك وعلمتني مرخية السديل
فهذه انا وهذا انت لنمضي السبيل
ومن يدري من فينا ذا العمر الطويل
قال لها :
اما قلت لك هرمنا وطاروا الزغاليل
وقد تولى زمن البرم والنوح والهديل
ما كنا اضعنا زماننا ولا الزمان ضيعنا ومن لا يعلم مكانته أحمق بالحياة ضليل
لا شيء يستحي من اوانه مهما اخفيناه
وقد نلنا ما لنا من زمننا وآن اوان الزغاليل
فيا حمامتي :
إن الحياة كعكة لا أفق ولا حدود له زكية طيبة طعمها لا يشبع منها جيل
فالنأكل ما تبقى لنا من نصيبنا فيها
ولا احدا منا يكن فيها نصلا ولا نصيل
إن الحياة كتاب قدر مكتوب لنا فيه وما لنا الا أن ندركها ونحسنها التعليل
فمن ادرك كنهه ادرك الحياة وعاشها
وكان القنوع فيها لا ذليلا ولا رذيل
فتلك هي الحياة يا أعز حمامتي
فدعينا ننهل ما تبقى من حبنا الثميل
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري : مصطفى أمارة
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق