(كَسْرٌ وجَبْر)
النادي الملكي للأدب والسلام
(كَسْرٌ وجَبْر)
بقلم الشاعر المتألق: د. عارف تكنة
في قصيدته (رائية الوجل) كتب الشاعر عاطف عبد الفتاح ما يلي:
(يا قوم جاءتكم الأهوال من وهنٍ
كالسم يسري دما فيكم أرى الخدرا
إني أرى لوحة للخوف جسدها
قعودكم عن دروب المجد والخورا
والجبن علقتموه زينة ترفاً
واسْتَعْذَبَتْ أنفس ذلا حوى خطرا)
......................................................................
على ذات النسق في مشابهة للبحر والقافية خط قلمي النص التالي (من البحر البسيط) بعنوان
"كَسْرٌ وجَبْر"
.................................. (كَسْرٌ وجَبْر)
يَا قَوْمُ عَادَتْكُمُ الْأَسْقَامُ مِنْ وَسَنٍ
والسَّقْمُ يَهْوِي بِكُمْ قَاعاً وقَدْ نَذِرا
مَالِي أَرَى حَسْرَةً فِي الْجَوْفِ حَرَّقَهَا
نُفُورُكُمْ عَنْ جُمُوعِ الْجَمْعِ إِذْ نَفَرا
والصَّبْرُ أَقْبَرْتُمُوه الْقَبْرَ فِي نَعْشٍ
فَاسْتَأْثَرَ النَّعْشُ بِالْأَلْوَاحِ إِذْ دُسِرا
والْوسْمُ قَدْ عَادَ مَوْسُوماً بِوحْشَتِه
فاسْتَجْمَعَ الرَّمْسُ أَرْمَاساً وقَدْ قَبَرا
والنَّصْلُ مَا صَارَ مَزْهُوًّا بِزَهْوَتِهِ
فاسْتَأْسَدَ الرُّمْحُ بِالْأَجْدَاثِ إِذْ عَقَرا
والْجُودُ أَلْحَدْتُمُوه الْلَّحْدَ فِي كَفَنٍ
فاسْتَنْكَفَ الْقَبْرُ بِالْأَكْفَانِ إِذْ دُثِرا
والمُنْصَلُ الْمَخْبُوءُ خَبْئاً عِنْدَ مَخْبَئِه
يَسْتَمْرِئُ الْأَمْرَ إِذْ مَا عَادَ مُؤْتَمِرا
والسَّهْمُ إِذْ بَاتَ مَشْهُوراً بِشهْرَتِهِ
قَدْ أَطْنَبَ الرِّيْحُ حَيْثُ اغْبَرَّتِ الْغَبْرا
والْحَقْلُ قَدْ جَاحَتِ الرَّمْضَا بِغَلَّتِه
مَا إِنْ دَنَا الْيَبْسُ حَتَّى أَيْبَسَ الثَّمَرا
والْغَرْسُ مَا صَارَ غَرْساً فِي فَسِيْلَتِه
إِذْ أَنْضَبَ الزَّرْعُ نَضْباً جَفَّفَ الشَّجَرا
والرَّوْضُ مَا عَادَ فَيْحَاءً بِخُضْرَتِه
مَا أَوْرَقَ الْغُصْنُ حَتَّى قَطَّعَ الْجَذْرا
والطَّيْرُ مَا صَارَ مَفْتُوناً بِأَيْكَتِه
فَاسْتَهْوَلَ الْأَمْرَ إِذْ مَا أَمْعَنَ النَّظَرا
والنَّهْرُ قَدْ أَحْسَرَ الْإِحْسَارُ مَنْبَعَه
واسْتَجْرَفَ الْجُرْفُ إِرْجَافاً وقَدْ عَبَرا
والشَّمْسُ قَدْ أَحْرَقَتْ إِحْرَاقَ مَحْرَقَةٍ
واسْتَلْهَبَ الْقَيْظُ لَهْباً أَوْقَدَ الْجَمْرا
والنَّجْمُ مَا صَار نَجْماً فِي تَأَفُّلِهِ
والْبَدْرُ مَا عَادَ بَدْراً حِيْنَما بَدَرا
يَا قَوْمُ سَاقَتْكُمُ الْأَقْدَارُ فِي زَمَنٍ
أَلْفَيْتُ فَيْحاً بِهَا حِيْناً إِذْ اسْتَعَرا
فَالصَّبْرُ فَتْحٌ ومِفْتَاحٌ لِمُفْتَتِحٍ
بِآي ذِكْرٍ إِذَا مَا قَدَّرَ الْقَدْرا
واسْتَبْصِرُوا الصَّبْرَ ربْضاً فِي مَرَابِضِهِ
واسْتَعْصِمُوا عِصْمَةً قَدْ أَيْسَرَتْ عُسْرا
واسْتَلْهِمُوا الإِلْهَامَ لَهْماً مِنْ مِنَاقِبِهِ
واسْتَصْحِبُوا حِكْمَةً قَدْ أَبْزَغَتْ فَجْرا
واسْتَذْكِرُوا الْيَوْمَ إِذْ يَمْضِي بِعُسْرَتِهِ
واسْتَمْسِكُوا عَنْ جِدَالٍ يَقْصِمُ الظَّهْرا
واسْتَشْعِرُوا كُلَّ خَيْرٍ عِنْدَ مَطْلَبِهِ
واسْتَجْمِعُوا عِنْدَ أَمْرٍ يَجْبُرُ الْكَسْرَا
بقلم ✍️🏻 د.عارف تَكَنَة
(من السودان)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق