*** المال والحب . - ٥٩. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** المال والحب . - ٥٩. ***
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم العمر
*** المال والحب . - ٥٩. ***
لا تشركي المال بالحب, واحذري من النزوات الشيطانية التي تفسد حياة المحبين.
فالمال له حسنات وله سيئات.
المال هو اصطلاح مادي يعيش به أبناء البشر درجات جهادهم ودرجات حظهم وتعاستهم ودرجات خبثهم وغشهم وغدرهم وخيانتهم واختلاساتهم وفسادهم , وليست له قيمة فعلية في نظر الحياة غير تلك القيمة, فهو إذا استثنينا هذا الحسنة أو تلك السيئة أصبح كما هو في جوهره وفي سيره بين أبناء البشر, سخافة وضلالا.
كم جوهر في الأرض سام يدنسه هذا الفلس ليعرضه في سوق الأقذار سلعة تباع وتشرى.
أجل إن المال, يا حبيبتي, سبب كل تعاسة وشقاء في العالم الأرضي, ولولاه لكانت الأرض جنة وكان الناس ملائكة أطهارا.
المال ملاك إذا أصلح وشيطان إذا أفسد .
هذا هو سر من أسرار الحياة أن تتعلق الروح بالجسد وتتغذى منه وتحتمي به ما دامت هي فيه, فإذا سارت بعيدة عنه فلا حاجة لها به.
ويا ليت صراخ الشعراء والعلماء يرن صداه في عقول هؤلاء الذين يقتلون الأرواح من أجل المادة.
شتان بين المحبة التي تورث السقم والضعف والاستسلام وبين اختها الساخطة الشاردة التي تفتش عن الخلود بسخطها وشرودها.
شتان بين المحبة التي يكون السهر محور حركتها وبين تلك التي تتخذ من العهر واسطة لتعرج بها الى العفة والطهارة.
شتان بين من يتخذ هذا الجسد غاية في الحياة وبين من يرى فيه وسيلة للوصول الى تلك الغاية المثلى التي هي الروح.
ما أقصر لذة عناق الأجساد وما أطول سكرة عناق الروح المنعصرة من كأس الألم لتسري في كأس السرور.
إبراهيم العمر .
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق