الأحد، 30 مارس 2025


(  خَدَعوها  )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( خَدَعوها )

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

(  خَدَعوها  )

قالوا لَها  : في الجَمالِ  ...  أنتِ  المِثالُ الأمثَلُ 

مِن يَومِها لَم تَعُد  في عَيشِها تَعقِلُ   

فالشَمسُ إن  أشرَقَت حينَ الصَباح ... عِندَ  الغُروبِ تَأفُلُ

لَكِنَّ  (غادَتَنا ) إن أشرَقَت لا تَغيبُ  ... و لا يَلُمٌُ بِها المَلَلُ 

تَجوبُ  في المَدينَةِ  كَمَهرَةٍ  حينَما تَجمَحُ   أو تَصهَلُ 

في كُلِّ ساعَةٍ  لَها  تَسريحَةُُ لِشَعرِها…  

في كُلٌِ حينٍ ثِيابَها  تُبَدِّلُ 

لَم تَكتَفِ بالجَمالِ مُترَفاً  تَحظى بِهِ   …   وإنَّما رَغِبَت 

بالنَفخِ أو مِبضَعِ طَبيبِها  ...  في نَحتِها يَعمَلُ

تَوَهٌَمَت رُبٌَما يَزيدُها مِبضَعُُ في حُسنِها أو أنٌَهُ يُجَمٌِلُ 

صَبَغَت شَعرَها أصفَراً  ...  كأنَّهُ السَنابِلُ 

نَفَخَت  مِنها الخُدود  …  أحمَراً ... لَوٌَنَت  وَجهَها

فَأصبَحَ  كَأنٌَهُ  الشَمَندَرُ  المُخَلَّلُ 

وكُلٌُ ألوانِ طَيفِنا تَستَعمِلُ

بالَغَت في حَقنِها الشَفَتان 

فأصبَحَت كَأنَّها… (  الدَمامِلُ )

فَلَم تَعُد تَصلُحُ  لِلعاشِقِ   ...  بَل تَأنَفُ مِنهُما القُبَلُ 

وبالَغَت في حَقنِها  ( لِلناهِدَين  )

يا وَيحَها كأنٌَما في صَدرِها قَنابِلُ 

وتِلكُما  الرِدفان  …  فلا تَسَل عَنهُما 

 يا بِئسَها  الحِلَلُ ؟

عابِرُُ لِلسَبيلِ غازَلَ  شَكلَها قائِلا …  

أحتارُ مَن أُغازِلُ ?

هَل أُغازِلُكِ  ? ...  أم  مِبضَعَ الجَرَّاحِ  مَن  أُغازِلُ ?

مِن كَثرَةِ الجِراحَةِ  …   نَبَتَت في جِسمِها الدَمامِلُ

فإنطَوَت في بَيتِها …  أصابَها الخَجَلُ

في  قُمرَةٍ  معزولَةٍ لِلخَيل ... عَبرَ الدُروبِ تَرحَلُ

تَبَرَّعَت بِكُلِّ ثَروَتِها  ...  بكُلٌِ ثابِتٍ

 وما يُنقَلُ

لِمَن يُعيدُ لَها شَكلَها … يالَهُ شَكلَها  الأوَّلُ 

يا وَيحَها …  حينَما لِلجَمال ... عِنوَةً  تُبَدٌِلُ

بقلمي المحامي. عبد الكريم الصوفي

اللاذقيَّة.    .....     سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق