الجمعة، 7 مارس 2025


*** نقطة الوجود. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** نقطة الوجود. ***

بقلم الشاعر المتألق: بديع عاصم الزمان 

*** نقطة الوجود. ***

تخيّل كوبًا مملوءًا بالماءِ حتى آخره

وفيه الكونُ، في الوجودِ يسيرُ ويحيا

فإن أفرغنا الكوبَ من الماءِ، كيف شكله؟

أو كيف الكونُ إن في الكوبِ اختفى؟

إنه التدفقُ يملأ العالمَ الجديدَ

ويترك خلفه آثارَ الوجودِ تمضي.


وإذ امتلأ الرأسُ بالعلمِ والعرفانِ

وعي الكونِ في الوجودِ كان وعاءً

والوعاءُ في يده القلمُ يدلي

حبرُهُ جاذبٌ في العيونِ يضيء

أو في مرايا القلوبِ يغني الحياة

فكم وعاءٍ يدلو فراغه فيه؟

مدادٌ بلا حاويةٍ، تجري الأنهارُ.


لقد امتلأ القمرُ نصفه،

ولم يبلغ نصفَ الفلكِ بعدُ.

الذي هلكَ بنقطةٍ لا تُدرَك،

من جهة النصفِ الذي امتلأ.


لقد امتلأ القمرُ نصفه،

ولم يبلغ نصفَ الفلكِ منهُ،

أين النونُ في الوجودِ يا ترى؟

هل هو النقطةُ في فلكٍ امتلأ؟


هل الفلكُ والنونُ سرٌ لا يُدرك؟

أم أن النونَ هو الفلكُ، والفلكُ هو النونُ؟


افترض أن الوعاءَ هو الدلو،

والدلو مملوءٌ بالكونِ في جوفه،

فكيف يبدو مشهدُ الكونِ يفرغُ؟

على الوجودِ يخلفُ علمًا جديدًا

يطلُ من الفضاءِ، يغني الأرضَ بالمعرفة

فكل نقطةٍ تفرغُ من دلوهِ

تترك وراءها شذراتٍ ضائعةٍ

بقلم : بديع عاصم الزمان

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق