*** شارع المتنبي ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** شارع المتنبي ***
بقلم الكاتبة اامتالقة : مها حيدر
*** شارع المتنبي ***
حط الطائر المهاجر على
أحد الجسور فوق نهر دجلة ، مستمتعاً بالمناظر الخلابة وهواء بغداد العذب ، نظر متأملًا ( ساعة القشلة ) وجمال المكان قربها ، شاهد أمامه تمثالًا شامخًا بالقرب من شاطئ النهر ، طار بالقرب منه ليعرف من هوَ .
قال الطائر : من أنت ؟
فرد التمثال بلسان فصيح : ألم تعرفني أيها الطائر الجميل ؟! انا الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي
قال الطائر مبتهجًا : أنت الذي قلت :
أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي من بهِ صممُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
فرد مبتسمًا: نعم ، أنا الذي كتبتها
قال الطائر : لماذا أنت هنا يا شاعرنا الكبير ؟
رد بثقة وتفاؤل : أنا هنا لكي أضل رمزًا للشعر والثقافة والأدب ، فهذا هو المكان الذي يحبه ويجتمع فيه جميع المثقفين .
غادر الطائر مودعًا المتنبي وهو معجبا بشخصيته الأدبية الرائعة ، والتي أحبها البغداديون وأطلقوا تسمية
( شارع المتنبي ) على أهم مكان يعنى بالثقافة والأدب في بغداد .
عندما كان الطائر يتجول في شارع المتنبي رأى مجموعة من الرسامات الصغيرات يحملن لوحات جميلة رسمت بدقة وعناية ، وهن يتشاجرن ، كل واحدة منهن تقول للأخرى : أنا رسمتي أحلى وأفضل.
قال الطائر لهن : يكفي … لا تتشاجرن ، جميع ما رسمتن مبهر ويدعو للفخر ، أنتن مبدعات ، وكل واحدة قد رسمت لوحة رائعة ولها معنىً جميل للغاية ، كل الثقافات والفنون رائعة في بلدي .
ابتسمت الفتيات وشعرن بالرضا والسرور ، وتبادلن القبلات بمحبة وود ، وعلا صوت الضحك وهو يملأ المكان بالسعادة والفرح .
حلق الطائر عاليًا وهو مبتسم قائلا : لا تتشاجروا
يا أصدقاء ، أحبوا بعضكم البعض ، فإن الحياة لن تعود مرة أخرى .
مها حيدر
من مجموعتي القصصية
( الطائر المهاجر )
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق