*** العُيُونُ لاَ تَكْذِبُ. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** العُيُونُ لاَ تَكْذِبُ. ***
بقلم الشاعر المتألق:د. محمد الإدريسي
*** العُيُونُ لاَ تَكْذِبُ. ***
كَيْفَ تَرْحَلِينَ وَالرَّبِيعُ قَدْ حَلَّ؟
كَيْفَ تَرْحَلِينَ وَالفُؤَادُ قَدْ فَلَّ؟
كُنْتِ كَنَجْمٍ في السَّماءِ هَلَّ
حَبِيبُكِ مُشْتَاقٌ مِنَ الصَّبْر مَلَّ
حَيَاةٌ سَرِيعَةُ المُرُورِ العَاشِقُ جَلّ
العُمْرُ تَعِبَ مِنْ إخْفَاءِ حُبٍّ كَلَّ
مِنْ بُعْدِ نَظْرَةِ عُيُونٍ وَ عُمْرٍ زَلَّ
أَيُّها العَاشِقُ لاَ وِجْهَةٌ لِفُؤادٍ غَلَّ
فِي حَدِيقَتِي زَهْرَةٌ وَ حَنِينٌ خَلَّ
جَمَّعْتُ كَلِماتِ ضَرْبَةِ صَيْفٍ تَلَّ
غَزْوَةُ عِشْقٍ و البُكَاءُ العُيُونَ بَلّ
بَيْنَ قَسْوَةِ الشِّتَاءِ عِطْرُ الوَرْدِ قَلَّ
وَبَيْنَ ثَنَايَا الرَّبِيعِ سِرُّ القَمَرِ ضَلَّ
عَلَى طُولِ سِحْرِ النُّجُومِ نُورُهَا دَلَّ
أَتَذَكَّرُ وَكَيْفَ لاَ وَ لَوْنُ وَجْهِهَا أَلَّ
عُودِي الأرْضُ غصَّتْ الفُؤَادُ عَلَّ
أنْتِ الطَّبِيبُ الظَّلاَمُ الصُّبْحَ شَلَّ
صَبْرًا أَيُّها الصُّبْحُ ضَبابُ الغَمِّ ثَلَّ
عَلى شَاطِئ بَحْرِ الهَوَى العِشْقُ يَلَّ
في ثَنَايَا الصَّمْتِ طَفَا الغَرَامُ وَصَلَّ
-------
علَى نَارِ بُعْدِكِ أنَا اليَتِيمُ يَتَعَذَّبُ
أنَا التّائِهُ الحَزِينُ كَشَجَرٍ يَتَشَذّبُ
الدَّمْعُ يَسِيلُ مِنْ قَلْبٍ لاَ يُكَذَّبُ
أوْدَتْ بِهِ الوَحْدَةُ كَثَاكِلٍ يَتَجَنَّبُ
نِسْيانُ المَاضي الحَبِيبُ يَتَحَبَّبُ
العِشْقُ يُبْكِيكِ يُبْكِينِي و يَتَلَهَّبُ
وَعُمْرُ الغَرَامِ بِعِطْر الصَّبْرِ يَتَطَيَّبُ
غُرْبَةٌ فِي دُنْيا الحُبِّ حُزْنٌ يَتَصَبَّبُ
يَلتَهِمُ الدَّهْرُ أيَّامَ عُمْرِي ويَتَحَجَّبُ
جَمْعُ العاشِقِينَ مِنَ الغَرَامِ لاَ يَهْرَبُ
جَمْعُ عُيُونِ الهَوَى فِي مُهْجَتِي يَتَقَلَّبُ
يَا عَاذِلِي فِي الهَوَى العُذْرِيِّ يَتَنَصَّبُ
لِمَ تَلُمْنِي وَ عِشْقِي كَرَضِيعٍ يَتَشَرَّبُ
كَفَتًى اِشْتَدَّتْ بِه ضَرْبَةُ سُهادٍ يَتَسَبَّبُ
مَتَى يَسْمَحُ القَدَرُ بالتَّلاَق وَلا يَتَغَرَّبُ
أغْلَى شَيءٍ فِي الدُّنْيَا حَبِيبٌ لا يَتَغَيَّبُ
فِي الوَحْدَة يَزْدادُ الشِّعْرُ تَوَهُّجًا وَيَتَرَبَّبُ
يَسْأَلُونَنِي عَنْ صَدْمَةِ الرَّحِيلِ وَهُوَ يَتَعقَّبُ
يَسْتَنْجِدُ الفِراقَ عَلَى قَارِبِ فُؤادٍ يَتَهَيَّبُ
العُيُونُ لاَ تَكْذِبُ ما دَامَ الاِشْتِياقُ يَتَرَدَّبُ
طنجة 25/06/2024
بِقَلَمِي د. محمد الإدريسي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق