نجوى في جوفِ ظلمة
النادي الملكي للأدب والسلام
نجوى في جوفِ ظلمة
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
نجوى في جوفِ ظلمة
عبدٌ يناجي الليلَ ياربّاهُ
هو لم يكلَّ ولم تكلَّ يداهُ
وتتمتمُ الشفتانِ تقرطُ أحرفًا
وتحيكُ بُردَ سلامةٍ نجواهُ
في الفجرِ تغرقُ في الدموعِ حروفُهُ
وإليكَ ينذرُ مقلتيه وفاهُ
عيناهُ تُلقي بالدموعِ كأنّها
نهرٌ وأنتَ لنهرِها مجراهُ
الخيرُ ينزلُ ما يزالُ كديمةٍ
وإليكَ يصعدُ جهلُهُ وأذاهُ
اللهُ مقتدرٌ فأمسى كونُهُ
باللطفِ منه فقد عنى ورعاهُ
الليلُ ينزلُ كالرداءِ على الورى
وعلى النهارِ ظلامَهُ أرخاهُ
مَن حينما يمشي يُسهِّلُ أمرَهَ
وبما مضى مما يكون حماهُ
من بطنِ حيتانِ الحياةِ يجيرُهُ
من شرِّ شيطانٍ غوى نجّاهُ
جوفُ الظلامِ رداؤهُ وقميصُهُ
مَن غيرُ مَن خلقَ الوجودَ يراهُ
متلحِّفٌ باللطفِ منكَ وإنَّهُ
في كلِّ آنٍ حاملًا غوغاهُ
وهناكَ يدرأُ آفةً ليقيلَها
فتعيقُ درأَ شرائكٍ أفعاهُ
وعليه إلطف ياعليمُ بحالةٍ
وكثيرِ همٍّ كاللظى أضناهُ
فتنٌ تحيطُ بغافلٍ فتهزُهُ
فمن الأمامِ أقلتَها وقفاهُ
مَن حينما نكثَ الزمانُ جيوبَه
وبدا فقيرًا شاردًا آواهُ
ورعيتَهُ حتى تشبَّعَ رحمةً
وكفلتَهُ في الفقرِ في يتماهُ
وإذا تعطّشَ للوصالِ فربُّهُ
أجرى عليه الخيرَ ثم سقاهُ
نادى العبادَ لحكمةٍ ودرايةٍ
والناسُ تنهلُ من عظيمِ نداهُ
وإذا بدا مرضٌ وقلةُ حيلةٍ
فاللهُ أولُ مَن له شافاهُ
وأزيزَُ همٍّ قد أراقَ أزيزَهُ
ولهيبُ نارٍ في الجوى أطفاهُ
يبقى يراقبُ خلقَهُ يحميهُمُ
فيعيدُ دونَ مصالحٍ مرضاهُ
أغناهُ عن كلِّ الخلائقِ فارتضى
وله فأنزلَ نعمةً فكفاهُ
وإذا سعى يعصي الإلهَ بجرأةٍ
سترَ الالهُ الذنبَ أو غطّاهُ
والذنبُ يبقى في الصحائفِ أسودًا
وإذا نسيتَ اللهُ لا ينساهُ
سارع لكي يُمحي الذنوبَ بتوبةٍ
وإذا أنابَ مسارعٌ صفّاهُ
يومُ الحسابِ أجارَهُ واثابَهُ
ومن الجحيمِ وحرِّها استثناهُ
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق