الأحد، 23 يونيو 2024


*** في أيامنا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** في أيامنا. ***

بقلم الشاعر المتألق: د. جميل احمد شريقي 

*** في أيامنا. ***

=========

يبيعُكَ الصحبُ للأغرابِ بالمالِ

           فلاوفاءَ إذا جادوا بأموالِ

وقِصَّةُ الصدقِ والإخلاصِ أحسبهُا

    من عالمِ الوهمِ أو أحلامَ بطّالِ

كم ذا نُباعُ ولا ندري ببيعتِنا

        ومن يبيعُ صديقٌ عندَنا غالِ 

هاجِر إلى الظلِّ فالأضواءُ مُتعِبَةٌ

      ولازِمِ البيتَ في حلٍّ وترحالِ

لا تتخذ صاحباً فالكلُّ قد.غدروا

       وأودعوا سِرَّكَ الغالي بغِربالِ

أستشعِرُ الكذبَ في أقوالِ من زعموا

         صِدقاً وما صدقوا إلا لآمالِ 

كلُّ البريّةِ في أيامِنا غرزوا

    ناباً من الحقدِ أو ثاروا لمحتالِ


تموتُ غزّةُ والأعرابُ تقتلُها

      بوصمةِ الصمتِ أو دعمٍ لِقتَّالِ

ويصرخُ الجرحُ : وا إخوانَنا، فإذا 

     سيوفُ يعربَ أخشابٌ بأوحالِ


قالوا: تفاءَل،فما يأتيكَ منفرجٌ

قلتُ : التشاؤمُ في عصري كأفضالِ

عيشُ السوادِ بهذا العصرِ مكرمةٌ

     أمّا البياضُ فمتروكٌ لذي المالِ


ثقافةُ العصرِ محتالٌ بنى هرماً

   وبيَّضَ المالَ في مشروعِ دجّالِ

وباركَ اللصُّ للمحتالِ فِعلتَهُ

    وأكثرَ الناسَ من مدحٍ لصلصالِ


عادَ (ابنُ لحيٍ) وفي أكنافِهِ صنمٌ

   مزركشُ الثوبِ محقونٌ بأمصالِ

وعادَتِ العُربُ للسعلاةِ تعبُدُها

 وعادَتِ الحالُ للماضي من الحالِ


أخوّةُ اليومِ ترقيعٌ بلا رُقَعٍ

كسوءَةِ المرءِ في مكشوفِ أطلالِ

تبيعُكَ الوهمَ ممزوجاً بعاطفةٍ

 أساسُها الكذبُ فالبس ثوبَكَ البالي


يا صادقَ الحسِّ لا تفرح لفرحتِهم

فلستَ منهم وليسوا منكَ يا غالي

قد زوجوا مهرةً للتيسِ وابتهجوا

   فلا تهنِّئ تيوسَ الجهلِ بالخالي


يبيعُكَ الكلُّ أقوالاً بلا سندٍ

 ووحدَكَ الصادقُ المخدوعُ بالقالِ

تباً لعصرٍ غدونا فيهِ إمَّعةً

           لنسلِ زانيةٍ أو بنتِ طبّالِ


ربّاهُ قد غرقَت بالصَّمتِ مركبتي

    وحوليَ الموجُ من أكذوبةٍ عالِ

وشاطئُ الصدقِ ما بانت معالِمُهُ

 لكن رأيتُ وحوشاً خلفُ أوصالي

 وصاحباً ناهشاً لحمي يُقدِّدُه

         وقربَهُ إخوةٌ تسعى لإذلالي

ومجرمُ الحربِ يستعدي بثروتِهِ

على الفقيرِ جيوشَ المنطقِ الدالي

========

د.جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

 سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق