السبت، 18 نوفمبر 2023


***لماذا يا أمي ؟***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***لماذا يا أمي ؟***

بقلم الشاعر المتألق: أنور مغنية 

***لماذا يا أمي ؟***

لماذا إخواني لا يحبونني؟

لماذا يخونونني ؟

إنهم لا يريدونني بينهم يا أمي .


يتآمرون على كرامتي، 

يستغلون عِزَّتي .

يرمون فوق رأسي الحجارة 

يريدون مذلَّتي .

وهم الذين أقفلوا المعابر

 في وجه لقمتي .


ومنعوا الماء عن طفلتي 

لماذا يا أمي يقتلونني؟

لماذا أضافرهم تجرح وجنتي ؟

لماذا يغرسون أنيابهم في جثتي ؟


ألم يسمعوا صراخ طفلي 

حين يسألني يا أمي أين رفقتي؟

أين صحبتي ؟

أين يا أمي لعبتي ؟


هم اقفلوا الأبواب في وجهي 

صمُّوا آذانهم عن صوتي .

وتآمروا على سمعتي .

إلا البلابل يا أمي 

إلا السنابل يا أمي 

يقاتلون عن زيتونتي. 


بماذا أذنبت يا أمي ؟

هل أنا اخترتُ إسمي ؟

وهل أنا اخترتُ هويَّتي ؟

أنتم تعرفون إسمي .

أنتم من أتيتم بالعار لكرامتكم 

فهيهات هيهات من مذلتكم 

أن تقضي على كرامتي .


لماذا يا أمي هل كان ذنبي 

أن الرسول عرَّج  إلى

 السماء عن صخرتي؟

أم لأن عيسى بن مريم 

في أرضي كان ميلاده؟

أم لأن بيت المقدس كنيتي ؟


هناك ما يكفي من الآلام يا أمي 

من جرحي نهاية لكل الذي ابتدى فينا 

في كل يوم أُقتلُ كأني لم أكن وأُنسى.

أُنسى وكأنني أثرٌ للأقدام فوق الرمل 

أُنسى كعلاقة عابرة فوق الثلج.


أُنسى كبيت دُمِّرَ كان هنا 

كمسجدٍ احترق كان هنا 

ككنيسة كانت أجراسها تقرع ها هنا .

اليوم أُنسى ، ويُنسى الطريق، 

وتَنسى الطريقُ وقعَ خُطاي 

اليوم يعلنُ إخواني موتي 

ويعلنون نهاية أحلامي ورؤاي .


ألاَّ أنني يا أمي 

سأُشعلُ شمعةً للغد القادم

وسأكملُ في هذا الليل الطويل صلاتي .

وسأترك طفلي يكملُ وجبة البكاء 

وأمشي لغدٍ يأتي .

وأنتهي من غدٍ ولَّى ،

سأبقى صاحب الطريق يا أمي 

أنا للطريق يا أمي .


فإما آتيك بناقوسٍ لساعة النصر 

أو سترقصين حين شهادتي .

سأعود يا أمي بيدي رغيف خبزٍ

من عجين الكرامة والعزَّة .

فتأكلين أنت واخوتي. 


إني وإن طالت عودتي ،

فاعلمي بأنني أبني لكِ

في الفردوس بيتي .

فقرِّي عيناً يا أمي .

بقلم : د.أنور مغنية

 2023 11 17

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق