السبت، 4 نوفمبر 2023


***أحمد والسياب*** 

النادي الملكي للأدب والسلام 

***أحمد والسياب ***

بقلم الكاتبة المتالقه : مها حيدر 

*** أحمد والسياب ***

حط الطائر المهاجر على نخلةٍ مثمرةٍ من بساتين البصرة الفيحاء ، قرب تمثال ( السياب ) على شط العرب .

رأى الطائر أطفالًا يلعبون في الحديقة ، لكنهم كانوا يقطفون الأزهار ويرسمون بالألوان على تمثال الشاعر الكبير ( بدر شاكر السياب ) .

غضب الطائر من هذا التصرف الخاطئ ، وقرر التحدث الى الأطفال ، إقترب منهم قائلًا : ماذا فعلتم ؟!!

ردوا بخجل : لم نكن نقصد ذلك ، كنا نلعب فقط .

عاتبهم الطائر قائلا : هذا خطأ يا أحبائي الحديقة ملك للجميع ، والعبث بها تصرف غير مهذب ، بدلًا من ذلك تمتعوا بالمناظر الجميلة الخلابة ، وفكروا بالآخرين وجمال المكان كذلك .

بعدها حانت منه التفاتة الى تمثال السياب وقد شوهت معالمه برسوم وكتابات وذكريات خطت بأصباغ ملونة .

صرخ الطائر مصدومًا : من فعل هذا ؟ … كونوا شجعانًا وتكلموا .

أشار الجميع الى أحمد .

توجه الطائر اليه ، وجده جالسًا تحت الشجرة وحيدًا وحزينًا .

- : لماذا فعلت هذا يا أحمد ؟!

رد بيأس: نعم أنا فعلتها

- : أعلم ذلك ، لكن لماذا ؟

قال أحمد بصوت حزين : لإنني وحيد دائمًا ، لا أحد يلعب معي أو يكلمني ، لذا كتبت هذه العبارات ، لكي أتذكر دائمًا وحدتي وحزني .

أبتسم الطائر قائلًا : لا تقل هذا يا صديقي ، أنت لست وحيدًا ، الكل يحبك ويرغب بصداقتك ، فقط حاول وسترى .

نادى الطائر الأطفال ضاحكًا : هيا يا أصدقائي .. تعالوا نلعب معا ، رحبوا بصديقكم أحمد ، وشاركوه العابكم .

فرح الطائر كثيرًا ، حين بدت السعادة على أحمد وأصدقائه ، وبدأوا بتنظيف الحديقة وإزالة الرسوم والكتابات من تمثال السياب .

تعلم الجميع درسًا جميلًا لن ينسوه أبدًا ، وتعاهدوا أن يحبوا بعضهم ويحافظوا على وطنهم .

ثم حلق الطائر ألى مكان آخر ، وحكاية جديدة .

بقلم : مها حيدر

من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق