على أنقاضِ الحبيبةِ
النادي الملكي للأدب والسلام
على أنقاضِ الحبيبةِ
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
على أنقاضِ الحبيبةِ
في وجنتيكِ وفي العيون قلوبُ
وأنا بوسطِ غرامِكِ المحبوبُ
أنا عندما أمشي وأسمعُ صوتَكِ
أذني لما سمعتهُ منكِ تذوبُ
في حبِّكِ أجرٌ وثَمَّ عنايةٌ
ما سُجّلت في الحبِّ منكِ ذنوبُ
عيناكِ نهرُ محبَّتي فكلاهما
كالضّفتينِ ليلعبَ اليعسوبُ
يتغزّلُ الشعرُ الذي في مهجتي
ليطيبَ شعرٌ صادقٌ ونسيبُ
فتَّشتُ في هذا الجمالِ فلم أجد
نقصًا وما هذي العيونَ أعيبُ
يتغزّلُ الأدباءُ فيك لأنّكِ
لبنى ولكن لم يجدكِ أديبُ
تتفلسفُ العينانِ وسط معارفٍ
فعلى مسلَّتكِ العلومُ تجوبُ
من حمورابي للبصيرِ وغيرِهم
نظموا الحياةَ فوجنتاكِ تجيبُ
سبحانَ من جعلَ الجمالَ بشَعرِكِ
شَعرٌ تناسقَ بالجمالِ رهيبُ
غزلٌ بكلِّ حديقةٍ باشرتُها
فهوى محلَّتكِ هنا تشبيبُ
فدخلتُ عالمَكِ لأسبرَ غورَكِ
فوجدتُ حزنًا حينَ جنَّ غروبُ
تبكينَ وحدَكِ ما نجيدُ بكاءَكِ
وكأنَّما إذ تعتريكِ خطوبُ
مصلوبةٌ مقلٌ بخدٍّ ذابلٍ
وهناكَ قلبٌ في الجوى مصلوبُ
وجعٌ تجسّدَ في الملامحِ قاتلٌ
فكأنّما يبكي الأذى يعقوبُ
تشكو الوصابَ فلا دواءَ لهضمِها
بل لم يجد وصفَ الأهاتِ طبيبُ
الخالتانِ بخدِّها لم تظهرا
قد ضاعتا لمّا نشبنَ ندوبُ
فحبيبتي جمُلت بحسنِ بهائها
إذ كيفَ تُظهرُ للحبيبِ عيوبُ
حيُّ الحبيبةِ ما يزالُ مكركبًا
وبه البناءُ كأنّهُ مقلوبُ
حيُّ الحبيبةِ أهلُها لم يأكلوا
فرغت من الفقرِ الشديدِ جيوبُ
ما لي أرى وجهَ الحبيبةِ شاحبًا
هيفاءَ ضامرةً وذاكَ شحوبُ
قربَ المحافظةِ القديمةِ موعدي
فكأنّما قد جاءني أيوّبُ
عوراءُ شاحبةٌ بغيرِ سلامةٍ
هذا صنيعٌ قدّمتهُ حروبُ
قالت بهمسِ جراحِها ففهمتُها
فمتى تطيبُ جراحُها فنطيبُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق