*** ضعيف…***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ضعيف…***
بقلم الشاعر المتألق: عبدالله محمد حسن
*** ضعيف…***
ضعيفٌ أنتَ يا إنسان
في عصرٍ
صارَ فيه الظلمُ
له عنوان...
وأنتَ مسكينٌ، حيران
تجلسُ
على قارعةِ الدمعِ
تجترُّ الأحزان
تسألُ نفسكَ:
هل يعني
شقائي
لغيري الاطمئنان؟
شعورُ الغربةِ
يجولُ بفؤادك
يقتلعُ أوتادك
يأخذك لعالمٍ
تحياهُ
وأنتَ مُهان
أين الرحمة؟
هل جفَّتْ كلُّ
محابرها؟
هل مادتْ
أرضُ معالمها
من تحتك؟
كي تمضي
وحدك،
بلا دربٍ،
جبان...
بلا حبٍّ للحياة،
بلا اتزان؟
ماذا فعلَ بكَ
أهلُ الخوفِ
من غيرِ الرحمن؟
لِمَن أسلموك
رغمًا عنك
برخيصِ الأثمان؟
لستَ بيوسف
ولا هم
بقافلةِ العربان
لا تحلمْ
بغيرِ
نعيقِ الغربان
نورُ الحبِّ
لغيركَ يسطع
والخالقُ
أوجده
للجميعِ
ضياءً وأمان
كتابُ حياتك
ممهورٌ
بلهيبِ النيران
بعواصفَ تأتيك
وأنتَ ضعيف
تقتلعُ ما تبقّى
لديكَ للعالمِ
من حبٍّ وحنان
تجرّدك
من كونك حرًّا
كي تختارَ العيش
وتصقلَ نفسك
برفيفِ الإيمان
عصفورُ سراحك
غادرَ قفصه
منذُ زمان
ما زالتْ
جدرانُ اليأسِ
تعلو من حولك
تمنعُكَ النظرَ
كي تعرفَ
من أنتَ
تحجبُ عنكَ
الإنسان
ملَّ القدرُ
قلبًا
من كثرةِ الفوران
ملَّ ضجيجًا
مأزومًا
مرتبطًا بالكتمان
إن تصرخْ
فصراخُك
لا معنى له
سوى أنّك
لا تصلحُ
للرَّق مهما كان
صعبٌ أن يحيا
مثلكَ
دونَ خضوعٍ
للجرذان
زهوركَ لا تُبصر
عمياء
قلبُكَ ليسَ للحبِّ
مخلوقًا ظمآن
غربتكَ
جوازُ مروركَ
ليس لأنكَ إنسان
لا...
ليستْ ممّا يهوى
سماعها
السدنةُ والكُهّان
لا تملكُ مالًا
يكفي
وهذا وحده
الخسران
تدعسكَ
عجلاتُ قطارٍ
مسرعة
تتناثرُ أحلامُكَ
على امتدادِ
القضبان
لا محطةَ ترجوها
لتصلَ إليها
فتُلقي عصاكَ
وتتدثّرَ من بردِ الرحلةِ
بالاطمئنان
غيومٌ سوداء
تُظلّلُ أيامكَ
تمنعك
من مداواةِ الجرح
ومواصلةِ الطريق
في أمان
ضعيفٌ أنت
رغمًا عنك
أخضعتَ مزاجَكَ
لأهواءِ الشيطان
تُناجي ربّك
وأنتَ قليلُ الحيلة
ممزّقُ الأكفان
تسأله
أن يُرجعَ ثانيةً
الكفّةَ للميزان
سرقَ لصوصُ
العصر
الكفّةَ دون خوف
وراحوا يكتالونَ
من حزنِ ليالينا
ومن دمعِ مآقينا
ما يُبقي البسمةَ لهم
ولنا الأحزان
والعصرِ
إنَّ الإنسان
لفي خسرٍ
حينَ تغيبُ
الرحمةُ من قلبهِ
لأخيهِ الإنسان
حينَ يغوصُ
بقلبه
في لُجّةِ دنيا
لا تُشبعُ جوعان
ما لهذا
أوجدنا الرحمن؟
ما لهذا
خلقَ اللهُ الأرضَ
ورفعَ سماها
بلا عمدان؟
ما لهذا
حاربَ الرسلُ الظلمَ
وأقاموا الحُجّةَ
والبرهان؟
كتابُ اللهِ
حين نتدبّره
نشعرُ بضآلةٍ
تُخبرنا
أنّنا
في ظلِّ الصمت
الكلُّ مُدان
ما لهذا
تركَ الأوائلُ
نبراسَ حياتِهم
ضياءً
في الغربة
يهدي الحيران
ماجَ بحرُ الغربةِ
بمراكبِ الإنسان
وما زلنا
نبحثُ للإنسان
عن عنوان
ماتتْ
على الطريق
أحلامُ الفتياتِ
والفتيان
حياةٌ
لا تسدُّ رمقَ الروح
فكيفَ
يعلو البنيان؟
بكينا
حتى جَدَبَ
نهرُ الدمع
وسكنَ الفرح
خلفَ القضبان
زهورٌ ذبلتْ
رغمَ الماء
شعورُ الغربةِ
يسقينا
شرابَ النسيان
والفارسُ ما زال
يُعالِجُ سيفَه
منذُ زمان
ينتظرُ شروقًا
يأتيهِ
ولا يملكُ أن يكون
له عنوان
في غيبةِ الضمير
وزحفِ أعوانِ الشيطان
ما زلنا
ننتظرُ الأسوأ
إلى متى
يطولُ بنا
زمنُ العُميان؟
غربتُنا
تغوَّلتْ
فاضتْ
حتى صارتْ كطوفان
أوقِفوا الظلام
ليسَ بشموعِ
الأماني الكاذبة
يعودُ
مغولُ العصر
خاليَ اليدان
بالإيمان
تعودُ الفرحة
ويعودُ
للقلبِ العمران
---
✍️ كلمات: عبدالله محمد حسن
🇪🇬 مصر
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق