*** دُنيا القوافي. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** دُنيا القوافي. ***
بقلم الشاعر المتألق: احمد الكندودي
*** دُنيا القوافي. ***
ركبتُ دُنيا القوافي...
وتركتُ سوادَ اللّحظ هناك.
أبحرَ نَبْسِي شُطآنَ البيان...
خلع لفافاتِ ذِكراك.
على جناح موجة المديد،
رَحلتِ الصُوَر بعيدًا عن سماكِ.
شيّدَ لأفراحي زمانًا...
من النرجسِ والحنّاء.
رصّع العشّاقُ من عبق الصبابة...
كلَّ نقاءٍ وصفاءِ.
هبّت العرائسُ مشدوهة...
تُعانق الهمسات،
تُشدو والاستعاراتُ الغرّاء
تنحني أمامَ مَعبدِ الصدق.
هي عناقيدُ الكروم بحياءٍ.
فاليومَ لا أقراحَ ولا حِسٌّ طُحلُبي...
صُنعَ من التّيه والتوجّسِ والعناء.
طُهرٌ يملأ الضفاف،
زَرَعَ عطرَ الكلماتِ وفاءً،
غسلَ المكرَ والجحود...
من الدواخلِ والأحشاء.
شموسٌ تحيا دون انطفاء،
أنارتِ الأعماقَ بشموعِ الجلاء.
مَنحتِ الأحلامَ بطاقةَ حياة،
لتُزهِرَ البشائرُ في العلياء.
فاسرحي كما شئتِ في دروب الصمت،
اصبغي جثّتكِ بالأصباغِ والخُبث،
اعرضيها للبيع والشراء...
لكن بعيدًا عن شطآني،
حيث عرائسُ البوحِ تنثرُ الدفءَ بسخاء،
صلواتُ العاشقين...
لا عُرّاضَ الأشلاءِ والأزياء.
محابرُ الحروفِ...
ترانيمُ الصادقين من الأحياء.
ركبتُ شطآنَ القوافي،
تركتُ دروبَ المستفهمِ هناك.
أبحرتُ شُطآنَ البيان،
خلعتُ لفافاتِ ذِكراك.
فاضربي على الدفوف،
واغرقي في دُنياكِ بلا حُرّاسٍ أو خوف...
لكن بعيدًا عن سواحل الحروف،
حيث الكلماتُ في سهوبِ الوداد،
ترسمُ الشموخَ والإباء،
يفيضُ كفُّها طَلًى وشهدًا...
دون تكلُّفٍ أو تَصنّعٍ أو رياء.
---
الشاعر: أحمد الكندودي
المغرب
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق