الثلاثاء، 20 أغسطس 2024


(إنَّما العَيشُ مَنزعٌ)

النادي الملكي للأدب والسلام 

(إنَّما العَيشُ مَنزعٌ)

بقلم الشاعر المتألق: محمد رشاد محمود 

(إنَّما العَيشُ مَنزعٌ) 

بقلم : (محمد رشاد محمود)

  قادني التجوالُ ذاتَ يَومٍ إلى جَنَّةٍ حاليةٍ يداعبُ نسيمُها أوراقَها الوارِفَة وتَتَأوَّبُ 

الطيرُ شادِيَةً على أفنانها مُيَمِّمَةً عَينًا 

تومِضُ الشمسُ ضاحِكَةً فوقها من بعيد ، فكانت هذه القصيدة :

هَــــدْهَـــــدَ الكَـــونُ مُـقـلَـتَيــهِ فَحيِّـي

طَلـعَةَ الفَجْـــرِ يا طُيــورَ الــخَميـــــــلِ

والثُــمي الشَّمْـــــسَ بالجَناحَيْــنِ إمَّـــا

دَغــدَغَ النُّــورُ رائِــــقَ السَّـــلـسَــبـيــلِ

واصدَحِي في الــفَضَــــاءِ غَـيـرَ شَـوَاكٍ

جَوقَةَ الصَّيـــــدِ أو عُبــوسَ الهُـــجولِ

حَيــْـــثُ يَــمَّـمْتِ مَنـهَـــــــلٌ ومَسَـــاغٌ

ومَـــرَاحٌ وراءَ كُـــــــــــلِّ سَــبــيـــــــلِ

دونَـــــكِ الـزَّهْــــرَ مُرسِلاتٍ شَذاهــَـــا 

دونَـــكِ الخِصْبَ في الـرُّبــا والـحُقولِ

إنْ يَــــــكُ اليَـــــــومُ مَــاضِيًـا فَلِمَــاذا

خِيفَةُ اليَــــومِ مِـنْ غَـــــدٍ مُستَحِيـــلِ

أو يَـــــكُ الغَيْـــــــبُ مُوجعًـا فَعـــلامَ

بَيـــعَــــةُ الأَيـْــنِ لِلـــغَـدِ الــمَجهُـــولِ

فاملَئي الـنَّـــفـسَ غِبــطَةً وانْشِراحًـــا

وانْشلِي الذِّهْــــنَ مِنْ عَمَــــاءِ الذُّهولِ

اشْـــدِ هَــوْنًـا فَلَيسَ يا طَيـــرُ يَــرْوِي

غُلَّــــةَ الــقَلـــبِ غَيـْــــرُ فَـنٍّ جَميــــلِ

فُكِّــــي بالـحَــــوْمِ والغِنَــــــاءِ إسَـارِي

مِقْــوَلًا بــحَّ في لَهَــــــــأةِ كَـلـــيــــــلِ

إنَّمَــــأ الـعَيــْـــشُ مَـنـْــزعٌ وإسَـارُ الــ

ـــقَلبِ أقْسَـــــى مَطَـــارِحِ الـتَّكْـــبيـلِ

طَيـــرُ يَــــا طَيْــرُ لا عَـدِمـتُ خيَــــالًا

مِنــْـكِ في الـرَّوْضِ والرُّبــا والسُّهولِ

يـَـــــا بَنـَـــاتِ الأثيــــرِ أنتُــــنَّ لَحْــنٌ

سـاقَـــهُ الشَّـــوْقُ والهَـــوَى لِلـمُثــولِ

فـــأسِـــفِّــي وحَلِّــــقي واســـتَـمِـيلي

مُوجَـــعَ النَّــفْــسِ بالأسَى والعَوِيـــلِ

وانْثُــري الـطَّـلَّ عَنْ رِياشِـــكِ وارمي

بالجَنَــاحَيْنِ في الهَـــــــواءِ الحَمُــولِ

واتْبَـــــعِي خَفقَــــةَ الـشِّرَاعِ بِخَــفْــقٍ

مِنْ جَنَـــاحَيـْـكِ فِيـــهِ رَوْحُ العَلــــيلِ

واشـــرَبـِـي خَمــرَةَ الأصيـــلِ وصُبِّـي

في حَنَـــايا الفُــــؤادِ معنَى الأصيـــلِ

فِيـــــــهِ تَنـْـــداحُ دائِـــــرَاتُ الأمانــي

كَــرُؤاهـَــــا علَى الــغَديـــرِ الصَّقيـــلِ

مِـلءُ سَـمْعي ومَحْجِــري وجَنَــــــانِي

ولَــهَــــــــاتِي ورُوعِــــــيَ المَتْــبـُــولِ

(محمد رشاد محمود)

........................................

يُقالُ (هَدهَدَ الصَّبِيَّ) : إذا حَرَّكَهُ ليَنام ، وكأنَّما  يتكاسَلُ الفجرُ عن أن يُفَتِّحَ عَينَيه .

المَنزِعُ : النُّزوعُ إلى الشيء ، وهو الاشتياق ،  ومنزعُ الفرَس :  جرَيانُهُ طَلقًا.

الجَوْقَةُ : الجماعَة  .  الهُجُول : جمعُ 

(الهَجْل) ، وهوَ المُطمَئِنُّ من الأرض . 

يَمَّمتِ : قَصَدتِ .   الأَيْنُ : الحِينُ ، 

ومَصدَر (آنَ يَئِينُ) أي (حانَ) .  

     هَوْنًا : سَكينَةً . المِقْوَلُ (كَمِنْبَر) : اللِّسانُ . تَندَاحُ : تَعظُمُ  وتَستَرسِلُ .

           المَحْجِر (كمَجْلِس) : العَينُ .              الجَنان : القلبُ والرُّوح .

اللَّهاةُ : اللَّحمَةُ المُشرِفَةُ على الحَلْق

 في أقصَى سقْف الفَم ، والمقصودُ الفَم  . 

الرُّوع  (بالضَّمِّ) : القَلبُ والذِّهن والعَقل . المَتْبُولُ : ذاِهِبُ العَقْلِ .

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق