الثلاثاء، 27 أغسطس 2024


*** اين امتي ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** اين امتي ***

بقلم الشاعر المتألق: طلعت كنعان 

*** اين امتي ***

محابرنا فقدت حبرها كأي لقيط، فحطمت رؤوس أقلامها بلا رحمة. 

بدأنا نرى بالأمس عصير المستقبل 

ينبت من بذور الماضي دون رحمة 

قيل من زرع يحصد.

من يزرع الثلج يحصد المياه 

قد تكون أمواج عاتية تغرق سفينة النجاة، وتمحي خطايانا 

أو 

حمم وجمر 

تشعل أفواه البراكين، فتحرق قلب الغيوم لتنزف مطراً 

ونسأل  ماذا زرعنا؟

ولماذا هذه الأشواك تعبث بجلدنا كما تشاء، وتقتل رائحة الورد في  حدائقنا.

لم أرى  رائحة العطور بحدائق الأموات 

وحين حررونا  من أخر السجون  كان الحلم قد رحل حاملا معه قصصاً لم نكتبها، ولم نفهمها وبقي السؤال.

من كتب قصصنا؟

قصص بدون حروف وكلمات مجهولة المعالم 

قيل إنها بلغة الجن الذين كفروا بالله

ولم يؤمنوا باليوم الآخر 

حاولنا السجود على مزارع الأشواك وحمم البراكين 

ورائحة المزابل بتاريخ جديد. 

خطوه بلغات أخرى

ولم يستعملوا حروفنا وكلماتنا ولا حتى كتبوا السطور  كما نكتب.

فلم نستطع ترجمتها  

حاولنا أن نمسك أيادي من أحببناهم فسقطوا منا بعمق الرحيل.

ولم نجد حرارة عيونهم  لنعيدها إلى ظلال شجر الزيتون.

هل أصبح الأخ بلا ثمن؟

وشجر الدوم الذي ماتت على جذعها الحزين كل قصصنا وأخبارنا حتى حكايات جدي.

حاولوا  إقناعنا  أن لغتنا  ليست العربية! 

تشابكت أيادي الأطفال الذي سقطوا برياح الموت على شواطئ غزة، فرسمت ببطء خريطة أمة غائبة بحلمها. 

إنهم يصرخون بنا 

أفيقوا من الحلم 

لقد مضى القطار 

إنها آخر المحطات 

نعم سقطنا عشرات المرات

 فهل نستيقظ؟

بقلم : طلعت كنعان

فلسطين

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق