تموت الأسود ولا تنبح
النادي الملكي للأدب والسلام
تموت الأسود ولا تنبح
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
(تموت الأسود ولا تنبح)
-----------------------------
طـلّ الـزمان على محيط ربـوعنا
فرأى على عـرض الرصيف ذئابا
------------
هى والكـلاب تجـمّعـت فى حيّنـا
وتـقاسمـونا لُــقـمـة وشـــرابــا
-----------
ورأى بأوساط المدينـة زمــرةً
كانت على سَـعف النخيـل ذبابا
----------
تلهو باجساد الليوث كأنها
أسْـدٌ رأت وجه الكلاب مهابا
--------
باتت على عرش النجوم ولوّحت
للخـانعـين فـغـلّـقـوا الأبـوابـا
--------
لاذوا بليـل ثم غـالــوا صبحــه
وتقاسمـوا بيت الهوى محـرابا
*******
يا مالك الحى ليس هـذا حــينا
كل الذى باهى به - قـد غـــابَ
-------
من أدمنوا أكل الكلاب وشربها
كانـوا كـلابـا حينهــا وذئــابا
-------
حكْمُ الزمان على أسود زماننا
لمّا رعَوا فوق السطوح كلابا
-------
والفاسـدون بحينا لـم يعـنهـم
أن أصبحت كل النفوس خرابا
------
وغدت ضمائرنا تبوء بإثمنا
مالم تطل منهم يدا ورقابا
-------
مادام فى الأرواق متسع لهم
ما دام منا من غَـدَوا جلـبابا
-------
ولحومنا ستظل قوت كلابهم
حتى نغلِّق دونهم أبوابا
-------
كل القلوب على مدار صدورها
والصـدر يعرف ماصدا أوطابَ
-------
عين الأسود وإن أُهينت لاترى
إلا كلابا قد مولئت وذئابا
-------
لحم الأسود وإن مُزّقت زائر
كيف الكلاب تُغَرس الأنيابا
------
لو هزَّ ريحٌ ذيلَ ليثٍ مَيّتٍ
سبق الكلابُ إلى الفرار غرابا
------
تُعلى الكلاب نباحها لكنـه
مهما علا ما استبدل الأصلابا
-------
تبقى الأسود مع الأنين غضافرا
ومع الزئير تظل الكلاب كلابا
-------------------------
(عبد الحليم الشنودى/مصر)
(28/8/2022)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق