الخميس، 29 أغسطس 2024


تموت الأسود ولا تنبح

النادي الملكي للأدب والسلام 

تموت الأسود ولا تنبح

بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي 

(تموت الأسود ولا تنبح)

-----------------------------

طـلّ الـزمان على محيط ربـوعنا

فرأى على عـرض الرصيف  ذئابا

------------

هى والكـلاب تجـمّعـت فى حيّنـا

وتـقاسمـونا   لُــقـمـة   وشـــرابــا

-----------

ورأى  بأوساط  المدينـة   زمــرةً

كانت على سَـعف  النخيـل  ذبابا

----------

تلهو    باجساد    الليوث    كأنها

أسْـدٌ  رأت  وجه  الكلاب   مهابا

--------

باتت على عرش النجوم ولوّحت

للخـانعـين   فـغـلّـقـوا    الأبـوابـا

--------

لاذوا  بليـل ثم غـالــوا   صبحــه

وتقاسمـوا  بيت  الهوى  محـرابا


*******

يا مالك الحى ليس هـذا  حــينا

كل  الذى  باهى به - قـد غـــابَ

-------

من أدمنوا أكل الكلاب  وشربها

كانـوا  كـلابـا   حينهــا   وذئــابا

-------

حكْمُ الزمان على أسود  زماننا

لمّا رعَوا  فوق  السطوح  كلابا

-------

والفاسـدون بحينا لـم  يعـنهـم

أن أصبحت كل النفوس خرابا

------

وغدت   ضمائرنا  تبوء  بإثمنا

مالم  تطل  منهم  يدا   ورقابا

-------

مادام فى الأرواق  متسع لهم

ما دام منا  من  غَـدَوا  جلـبابا

-------

ولحومنا ستظل قوت  كلابهم

حتى   نغلِّق    دونهم    أبوابا 

-------

كل القلوب على مدار صدورها

والصـدر يعرف ماصدا أوطابَ

-------

عين الأسود وإن أُهينت لاترى

إلا   كلابا   قد  مولئت  وذئابا

-------

لحم الأسود وإن  مُزّقت  زائر

كيف الكلاب   تُغَرس   الأنيابا

------

لو هزَّ ريحٌ   ذيلَ  ليثٍ   مَيّتٍ

سبق الكلابُ إلى الفرار  غرابا

------

تُعلى   الكلاب   نباحها   لكنـه

مهما علا  ما استبدل الأصلابا

-------

تبقى الأسود مع الأنين غضافرا

ومع الزئير  تظل الكلاب  كلابا

-------------------------

(عبد الحليم الشنودى/مصر)

(28/8/2022)

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق