*** الدائرة الحمراء ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الدائرة الحمراء ***
بقلم الكاتبة المتالقه : مها حيدر
*** الدائرة الحمراء ***
بينما كان الأصدقاء الثلاثة يلعبون ويمرحون فوق دائرة حمراء كبيرة جدًا في إحدى الحدائق ، أصبحوا يدورون حول بعضهم ، فدارت معهم ، خافوا وارتعدوا كثيرًا ، فجأة .. وجدوا أنفسهم في مكان قديم ، الناس يلبسون ملابس غريبة ، والأماكن لاتشبه ما أعتادوا رؤيته ، نظروا لبعضهم البعض بدهشة .. ياالهي ، أين نحن ، أفي زمان آخر ؟!
حزنوا لأنهم سيشتاقون لأهلهم وأغراضهم ، لكنهم تذكروا بأنهم سيلتقون بأدباء وفنانون كانوا يحلمون برؤيتهم ، وفرحوا لذلك .
رأوا أمامهم الأديب الشاعر ( أحمد شوقي) يكتب شعرًا ، ذهبوا إليه:
- مرحبًا أستاذنا الكبير .
أجاب مبتسمًا: مرحبًا أحبائي الأعزاء ، من أنتم ؟!
-نحن جئنا من المستقبل .
وحكوا له القصه كاملة ،ذهل لقصتهم قائلًا : -جميل جدًا ، احكوا لي ، كيف يعيش الأطفال هناك في المستقبل ؟
ردوا عليه بحزن :
- إنهم كسولون ، يتصفحون الهاتف فقط ، لا يحبون المدرسة ، ولا يريدون أكتشاف مواهبهم .
حزن لذلك أيضًا ، وودعهم قائلًا : إلى اللقاء ، أرسلوا سلامي إلى المستقبل .
خلال سيرهم في منطقة شعبية رأوا أمامهم السيدة ( أم كلثوم ) ، رحبت بهم وهي مبتسمة .
قالوا : نحن جئنا من المستقبل ، وحكوا لها القصة أيضًا.
انبهرت بذلك ، بعدها قالت : ما رأيكم يا أحبائي أن أريكم المسرح الذي أغني علية دائمًا ؟
وافق الأصدقاء وهم فرحين ومتحمسين .
لقد كان كبيرًا وجميلًا لا يستطيع أحدٍ وصفه .
قالوا : غني لنا من أغانيك الجميلة ، وافقت مسرورة ولبت طلبهم ، ودخلوا إلى عالم ثانِ فيه السحر والغناء الأصيل .
ودعتهم قائلة : إن أجيال المستقبل هم أبطالنا .
ألا أن هذا الزمن يبقى الأجمل ، ملابسهم الجميلة ، عقلهم العجيب ، شخصيتهم ، محبتهم ، سهراتهم ، أفلامهم رغم أنها كانت أبيض وأسود ، لكنها تسحر العيون وتدخل السعادة إلى القلوب ، حتى الطعام ببساطته يشبع البطون والعقول ، أما القهوة والشاي فكان لها نكهة خاصة ومميزة ، إنهم مبدعون بكل شيء وطيبون .
لكن هناك سؤال يراودني … هل سيرجع الزمن ؟!
بقلم : مها حيدر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق