*** طوفانٌ آخر. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** طوفانٌ آخر. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
*** طوفانٌ آخر. ***
يومٌ تبدّدَ بالأثامِ طويلُ
بعدَ التمركزِ في الحياةِ رحيلُ
بعدَ السعادةِ والهناءِ مدامعٌ
ونهايةُ الفرحِ الكذوبِ عويلُ
بعدَ التكبِّرِ والغرورِ إهانةٌ
ما أنتَ إلّا لو علمتَ ذليلُ
إذ تنتهي كلُّ المشاهدِ جملةً
وتجيءُ للأخرى هناكُ فصولُ
نَذَرُ النعيمَ وجنةً ذهبيةً
ما انغرّ إلّا جاهلٌ مخبولُ
وقصيرةٌ هذي الحياةُ بعمرِها
إنَّ النعيمَ له هناكَ الطولُ
يا أيها الأنسانُ تُسألُ عندها
عند القيامةِ ما هناك تقولُ
الناسُ مختلفٌ هنالكَ شأنُها
ينمازُ فيها عالمٌ وجهولُ
وقفَ العبادُ لمحشرٍ وقيامةٍ
واللهِ إنَّ وقوعَها لجليلُ
ستُسجَّلَُ الأعمالُ دونَ هوادةٍ
ويدكُّ رأسَ المفتري السجّيلُ
هذا الفناءُ فواقعٌ ومُؤكَّدٌ
فالكونُ مثلَ الآخرين يزولُ
لا بدَّ أن يأتي الرحيلَ لعالمٍ
لا قوةٌ تحميكَ ثمَّ تحولُ
تبني المعالمَ والبروجَ ولم تكن
إلّا الضعيفَ فتعتريكَ سيولُ
نُذُرٌ من اللهِ العظيمِ لنتقي
إنَّ ابنَ آدمَ في الحياةِ عجولُ
أوَ ما رأيتَ عوالمًا إذ ترتقي
إلّا وقد هبطت فذاك نزولُ
أممٌ تجيء وتختفي من أرضِنا
كالنجمِ يسطعُ ثم يأتي أفولُ
جزرٌ بنيتَ وناطحاتٍ للسما
إذ ليس من هذا البناءِ مثيلُ
طوفانُ ربِّ العالمين عليكُمُ
فبكى لأجلِ النازلاتِ النيلُ
ثَقُلت بوادرُ ساعةٍ لتجيئَنا
يومٌ يمرُّ على الطغاةِ ثقيلُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق