الخميس، 25 أبريل 2024


( عندما تبكي النَوارسُ)

النادي الملكي للأدب والسلام 

( عندما تبكي النَوارسُ)

بقلم الشاعر المتألق: سناء شمه 

( عندما تبكي النَوارسُ)

عجباً أيّها القلبُ الغافي

على سدولِ الجُرحِ العميق 

تَستفيقُ بعدَ سُباتِ العشقِ منذ سنين. 

لِمَ داهَمَتني ريحُ جنونه؟ 

وقد أغلقتُ شراييني بمَفاتِيحَ ثِقالِ. 

لِمَ  ناداني عبقُ الوردِ؟ 

وحديقتي باهِتةٌ ماوَطَئتُها بِثوبِ غرام. 

فكَمْ من ملاحم لِنيرودا والإغريق 

فَكَكنا رموزَها بِشفرةِ المقتولين 

وَها أنذا  أمتطي مراكِبَ البحرِ الغريق 

أتوه في أراجيفِ الموجِ 

فاقدَةِ المنالِ. 

يَنهَرُني بِرَغوةٍ من وجعٍ 

مُبَعثرٍ على الأهداب. 

حتى احتسيتُ الدمعَ 

من كأسِ العذاب. 

وكَمْ توارتْ مدنُ عن عاشقين 

أطلالُها تَشظّتْ في جوفِ الضِباع. 

أيّها الرَجلُ الساكنُ في أزيزِ مَحرَقتي 

ما لَكَ تَنهَبُ من مائدةِ العشقِ 

أطباقَ الأماني كالجِياع؟ 

وَتَعبثُ بِي في همودِ الردى 

وأنتَ كالرحِمِ العقيمِ 

فاضٍ من الأوصالِ. 

 تذوي مِقامراً على مَناضدِ الأغراب. 

تُعكِّرُ مُهجتي وتُمطرُني بِسودِ السحاب. 

يا حاديَ الهمسِ المكذوب 

عَلامَ تَشجُّ الفؤادَ بِحَجَرٍ ضرير؟ 

وأنتَ المقتولُ به بِموتِ الضمير 

كالسيلِ العَرِمِ اجتحتَ مَوطِئي

أ هو الإغرامُ بِلَعنةِ المصير؟ 

أم تُراكَ أسفاً يَلوذ لِجَواب؟ 

وبينَ هذا وذاكَ لَبِسنا أكفانَ الوِصال 

فهل توقدُ مِشكاةٌ ثانيةٌ بيننا؟ 

في أرضٍ تُعاقِرُها الريحُ. 

كبابلَ  ..

وعشتار تنتظرُ 

كما يشتهي جلجامشُ

طعمَ الخلود

وتعودُ إيزيس من جديد ..

إليكَ أشكو 

يا مالِكَ الحزين يامُهيضَ الجِناح

يا قِدِّيسَ التأسي ورَفيقَ سُهدي  

أما مَلِلتَ غربةَ الروح والبُكاء؟ 

أما نزَعتَ عنكَ ثوبَ الشقاء؟ 

أيُّ كَفٍّ يُطَبطِبُ عليكَ؟ 

وأنتَ مغدورٌ كَمثلي بأسيافٍ العذاب. 

رُحماكَ رَفيقي 

لا تَدَعْ جَناحَيكَ مَبتورةَ الرجاء

ضَمّدْها بالتسبيحِ والدُعاء

واعلمْ عندما تبكي النوارسُ

 على نهرٍ جَفَّ مَصبّه

لن تعودَ وإن دامَتْ بأرضِها الأمطارُ. 

الشمسُ ستغدو صَبِيّةً

وإن طالَ الليلُ وَقَصُرَ النهار 

حينَ تَصلبُ أواخرَ عِشقٍ 

على أعمِدَةِ الزمان 

فلا بوقٌ يزفرُ في هشيمِ النار 

ولا قلبٌ يبقى منزوفَ القرار 

هذي جارةُ القمرِ تَوَشّحَتْ بِبُرقعِ السكينة 

اجتَثّتْ من ضلوعِها أدغالَ البؤسِ الحزينة 

فَليَمُتْ ذاكَ العشق المَعلول

وليُهدَم ضريحُه بأعناقِ التُلُول 

عُذراً أيّها القلبُ

حَبلُ المَوَدّةِ ما عادَ يَدنو

 من الوَجدِ عُمياناً

أيقَنَ ضالّته بعدَ الجوى 

 وأنّ الرقصَ مفقودٌ بأيدي السراب. 

بقلمي /سناء شمه 

العراق 🇮🇶

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق